الجمعة  29 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

رمي بالقبر عام 2002م واستشهد بالأمس/ بقلم: تحرير بني صخر

2017-10-31 09:45:32 AM
رمي بالقبر عام 2002م واستشهد بالأمس/ بقلم: تحرير بني صخر
طفلة الشهيد أحمد فخري المصري

 

غباشة عينيك محتمة بين كلمات طفلة معسولة حمل ولدها قبل دقائق لربه، وتقول: "بابا تحمم وبدو يروح ع الجنة"، عند جملتها تلك الغباشة ليست بشيء فأنت قتلت ولسانك شل، ماذا تقول وماذا تفعل؟، تنتظر أن يسعفك احدهم بإجابة يطمئن قلبها الصغير لها، لكن عيناك ستكتفي بالبكاء، أنك تنهار!

 

تبدأ الأمور من ابتسامة ابنتك اسيل لشقاوة الابنة الأخرى وردة لترتمي على اعتاب ذكريات اجتياج رام الله وحصار المقاطعة، ستتلاطم برا وبحرا لتندثرعن أخرك، ولن تتوقف مطلقا ستمشي بك الذكريات لتلك الليلة المشؤومة حين اخترق الرصاص جسده في احدى مقابر رام الله عام 2002م.

 

اخترق رصاص وشظايا العدو الصهيوني جسد العسكري أحمد فخري التي ما أن بدأت بعدها لن تحتمل الارقام لا من الشظايا ولا من الرصاص.

 

هو اشتباك مسلح وصل ذروته لكن كلا قاوم من جهته وزاويته، أما جسد المصري فاكتفى من الرصاص وتدحرج ليحتضه قبر حفر لأحدهم فكان أول من قام بتجربته.

 

 اختفى المصري عن الارض لكنه بقي يأن لساعات طوال ولحسن حظه هنالك من ينادي ويبحث عن شهيده، سمع صوته ومن ثم حمل للمستشفى سارع الاطباء لتنظيف الرصاص والشظايا من جسده الا رصاصة استقرت دون جدوى من ازالتها لترسم خيارين أما أن يصبح مشلولا أو أن تبقى الرصاصة تقتله شيئا فشيء لأخر رمق فيه.

 

لا فعل لأحد فالفعل للرصاصة الآن، استقرت في جسده محدثة تفجيرات صدى تحمله ما بين اليوم والأخر لزيارة المستشفى، وحاله لن يستقر الا بحصوله على أبرة تتوفر احيانا من الحكومة واحيانا تختفي ليقوم بإحضارها من الاردن والقيمة ترتفع لتصل ل 1000 شيقل.

 

الميت الحي بالأبر والقابع بين زقاق المستشفيات، الوصف قاتلا لكن ضريبة الوطن غالية..

 

عام 2002 احتضنه القبر لكنه صرخ إلى أن حصل على فرصته بالحياة والزواج وانجاب طفلتين لكن أمس الأول احتضنته التربة للأبد،  ولا مجال للفرار ولن يسعفه صراخه فقد كبل بأن وضعت الصخرة على راسه.

 

كان لفعل رصاصة العدو به فتكا ما بين الصدا الذي ينتشر بجسده محدثا تسمما وامراض  تراكمت بشكل لا يحصى يليه انتفاجا بجسده ليصبح كالكرة  المنفوجة وجعا وجوفا على صورته أمام طفلتيه وصلا لاختفاء الدم في ثوان معدودة من جسده بعد تزويده بها.

 

باتت حالته خطيرة الآن، دقائق على انسداد الشرايين والآن اغلقت الحياة عنه، مباحثات لاجراء عملية له في القدس دون جدوى فحاله لا تسمح أنه في غيبوبة.

 

أما اعصاب الأخ والأم ولزوجة اتلفت أصبح فرطة كما يقولون فهي حائرة مابين قلبا ينبض لساعات ومن ثم يعود لتوقفه، وفجرا استشهد العسكري ولم يكمل 34 من عمره. 

 

هنا ليس للقوة مكان فزوجته خارج غرفته في المستشفى تقول: "اشتريتلو بجامات جديدة".!

 

الكلمات قاتلة إن كتبت، لكن الحقيقة المطلقة أن المصري هو شهيد اشتباك 2002م، برغم أن اعلان شهادته تأخر ليوم أمس الأول.

 

يا شهيدنا أعلم أن شهداتك احيت قلوبنا فخرا ومجدا، فأنت سجلت لعائلاتكم شهادتين الأب والابن ويكفينا قول: "لروحكم كل السلام".