في عمان / بقلم: أوس شاهين

 

في عمان

حيث يَتسع الغيم وينجلي،

عمان بلد مكسور الهوية.

حيث يُرخي النهار ظلاله 

على حجر، ويرتمي المطر بلا

كَلل على الأرض النديّة، 

عمان أرض مكسورة الهوية.

فيها المساحة والحداثة

وكل فكرة قبَليّة،

عمان أنت سراب،

أنت بين الغربة 

والقُربة فلربما كنت

يا عمان الضحية!

 

في عمان،

ينكسر المكان،

تَنكمش المباني على

أضوائها، لعل لذاكرة

الحجر أن تعيد ما

ضاع يوما في وهج النسيان.

عمان رقعة بين مكانين،

محصورة في الزمان.

عمان في قلبها مدينتان:

وجه أجبني ما زال يعيش

في فجره الغريب،

ووجه متمسك أبدا بما

يعرفه عن الماضي البعيد

يَنتَفض لفشل آخَرِه بالتَمَكُن

فلا يصبح أحد منهما غيره

وتصير عمان مسرحا

للتناقض والزمن الحزين.

 

عمان زهرة مجروحة،

عمان أرض قصيدة مهجورة،

عمان خلل في الحاضر

وشعلة مكسورة!

 

هي عمان هكذا،

فيها سكون الباحث 

عن مرفأ دون جدوى،

أو نص نهاية مطوية

بين الغمام دون مبكى،

عمان شعبك يصرخ

في فضائك وفي نشيده لوعة:

“عمان حبيبتنا،

عمان خيبتنا”

 

كوني يا عمان كما أشتهيك:

قلعة ومتراسها،

فرسا حرا دون سراجها،

كوني أملا وبسمة،

كوني صورة للجمال والمغنى،

كوني يا عمان بداية

كوني الهدف 

والمعنى.