الحدث- ترجمة عصمت منصور
قدم موقع تيك ديبكا المعروف بصلته الوثيقة بأجهزة الأمن الإسرائيلية تحليلا لعملية استهداف النفق من قبل جيش الاحتلال، والذي ترجمته الحدث، فيما يلي التحليل:
استهداف النفق الذي تجاوز بعشرات الأمتار الحدود داخل إسرائيل في منطقة كيسوفيم مقابل خانيونس يمكن اعتباره موجه لأهداف سياسية أكثر مما هو عسكري.
لا شك لدينا أن جيش الاحتلال علم بوجود النفق منذ أسابيع وتابع بصبر عملية الحفر الى أن تجاوز الحدود داخل إسرائيل وعرف أيضا أن الجهاد الإسلامي هو الذي يحفر النفق وليس حماس.
السؤال المركزي كان حول موعد استهدافه والاجابة ارتبطت بأربع عوامل:
أولا: اختيار اللحظة المناسبة سياسيا وهي التي حددها المستوى السياسي بناء على: تقارب فتح وحماس بوساطة مصر وعودة العلاقة بين حماس وإيران حيث نجحت حماس في العمل امام إيران ومصر بالتوازي
ثانيا: الاعتبار العسكري الذي تركز في كيفية المس بالهدف، وكيفية ضرب النفق وهل يتم ضربه وهو فارغ أو اختيار اللحظة التي يتم فيها إصابة قادة كبار في الجهاد الإسلامي ممن يعتبر المس بهم مسا بإيران وحزب الله.
هذه الفرصة تحققت بالأمس عندما دخل الى النفق مسؤولين كبار في حركة الجهاد بينهم عرفات أبو مرشد قائد منطقة في السرايا ونائبه حسن أبو حسين حيث قتلا في القصف مع احمد خليل أبو عرمانه وعلى الأقل 8 اشخاص اخرين بينهم رجال كومندو بحري تابعين لحماس ممن جاءوا لمساعدتهم.
ثالثا: الاعتبار الثالث تركز في كيفية قصف النفق حيث تقرر أن يتم قصفه من الجو والتركيز علة الجزء الشرقي الذي يمتد داخل إسرائيل وضمان ان يؤدي القصف الى تهديم باقي أجزاء النفق.
رابعا: من المفترض أن تنقل حركة حماس المعابر يوم غد الى السلطة وان كان بشكل رمزي وهو ما سيمنع إسرائيل او يقيدها من قصف القطاع وهو تحت مسؤولية السلطة خشية اتهامها بأفشال المصالحة لذا فقد تم تنسيق الموعد سياسيا ليتناسب مع المستجدات على الأرض.
إسرائيل تشهد حركة نشطة للوسطاء الامريكيين الذين يتحركون بينها وبين مصر وواشنطن ورام الله وهو اعتبار اخذ بالحسبان.
كوشنير مستشار الرئيس ترامب قام بزيارة سرية للسعودية الأسبوع الماضي على رأس وفد امريكي كبير من اجل نقاش عملية السلام وسبل تحريكها.
الوفد عاد الى الولايات المتحدة دون أن يعلن عن طبيعة مهمتها ومع من اجتمعت.
بعدها جاء المبعوث الأمريكي جرينبلات الى إسرائيل حيث اجتمع مع رئيس الوزراء نتنياهو.
وزير المالية الأمريكي زار تل ابيب واجتمع هو الاخر مع نتنياهو دون أن ينشر أي تفصيل عن هذه الزيارة الا أن مصادر تيك ديبكا النحت الى أن مطالبة نتنياهو باتخاذ مواقف مؤيدة للمصالحة الداخلية الفلسطينية واتخاذ خطوات على الأرض.
طريقة نتنياهو في التهرب من الضغط الأمريكي المصري السعودي تمثل في كشف ما يدور في غزة وتحديدا في موضوع الانفاق وحفرها الذي لم يتوقف مع التوقيع على اعلان المصالحة الذي تقوده السعودية ومصر.
الجيش قدم تقديرات القصف على أنها من الممكن أن تقود الى تصعيد وإطلاق صواريخ دون أن يردع هذا او يؤثر على قرار نتنياهو.
نتنياهو اختار مرتين أن يذهب في هذا الاتجاه خلال الشهر الماضي، الأولى عندما قرر أن يقصف المضادات السورية في ظل زيارة وزير الدفاع الروسي والهدف من اختيار التوقيت كان اقناع الوزير الروسي أن إسرائيل لن تتنازل عن حرية العمل العسكري في سوريا.
وأيضا في هذا السياق تأتي الضربة التي وقعت أمس والتي جاءت لتقول إن إسرائيل لن تتنازل عن حرية العمل العسكري في القطاع رغم المصالحة حتى لو كان الثمن جولة أخرى من التصعيد.