بداية كل الرحمة لشهداء شعبنا الصابر والمرابط الذي يعيش هذه الأيام واللحظات حالة من المأساة بين الجرم الماضي والذي كرس الجرم المستمر من قبل العدو الصهيوني الذي منح صك إقامة الكيان الصهيوني منذ مائة عام أي في 2_11_1917م من قبل وزير خارجية ببريطانيا ومنذ ذللك التاريخ شعبنا يطوي مأساة وينتظر مأساة ثانية دون ان يصحو الضمير البشري او حتى البريطاني صاحب الجريمة لا بل أقدمت بريطانيا في هذه الذكرى بدل إحقاق حقوق شعبنا والاعتذار عن هذه الجريمة تريد ان تحتفل بها بكل استخفاف بمشاعر شعبنا وأمتنا العربية والإسلامية وهذا بكل تأكيد لا يتطلب منا الشجب والتنديد والبيانات النارية بقدر ما يتطلب منا العمل على مقاضاة بريطانيا امام القضاء البريطاني والدولي بناء على الوثائق التاريخية والتي بكل تأكيد تدلل على السلوك المريب الذي أقدمت عليه دولة الانتداب وخالفت من خلاله صك الانتداب بحيث عملت على حل مشكلة اليهود في أوربا على حساب شعبنا. الذي مازال يعيش تحت الاحتلال الصهيوني .
نعم ان الحق لا يحق من خلال الاستجداء ولا يحق من خلال الوقوع في الكمائن التي ينصبها العدو ولا يحق من خلال إعطاء العدو الفرصة ليكون له حضور في المسيرة الوطنية التي نعيشها هذه الأيام بعد سنوات الانقسام وخاصة وان عجلة المصالحة باتت واقع بدأ الانسان الفلسطيني يلتمس طريقه بعد أن اخدت القيادة المصرية الحكيمة على عاتقها تذليل كل العقبات وكانت الرغبة الملموسة من قبل حماس والقيادة الفلسطينية والاستعداد بسير في هذا الدرب من أجل تحصين الجبهة الداخلية في ظل ظروف اقليمية ودولية مرتبكة وخاصة وان إسرائيل اليوم تريد ان تسوق كل الذرائع الممكنة والعقبات التي تتمكن من إيجادها من أجل إفشال محاولة توحيد السلطة الفلسطينية وفرض إدارتها على كل من غزة والضفة وخاصة في هذه المرحلة الحساسة والتي تسعد السلطة فرض ولايتها وسيادتها على المعابر من أجل العمل على رفع الحصار عن غزة وإعادة الحياة إلى طبيعتها مثل محافظات الشمال الفلسطيني ،بكل تأكيد لن تكون إسرائيل سعيدة بهذه الحالة من هنا نجد إسرائيل تسارع إلى خلط الأوراق بكل السبل حتى لو كان من خلال تلك الجريمة البشعة التي ترتكبها بقتل الشباب الفلسطيني المقاوم باستخدام غازات محرمة دوليا وذلك بهدف مكشوف للجميع وخاصة قيادات العمل الوطني والإسلامي وليست بعيدة تلك المحاولة الفاشلة التي أقدمت عليها أمس وهي محاولة قتل الأسير أبو نعيم مسؤول الداخلية في غزة ،كل هذا خلفه حالة الفشل في التأثير على مسيرة المصالحة من خلال دول الإقليم والتي تتبنى الرؤية الصهيونية وتكون ادواتها في العبث بالساحة الفلسطينية.
وهنا بكل تأكيد اليوم إسرائيل ستضع الف مطلب وسؤال واستفزاز امام القيادة الفلسطينية من أجل العمل على حالة التشرذم الذي نعيش وان كانت السلطة تريد ان توحد الكيان السياسي الفلسطيني وتفرض ولايتها على غزة يجب ان تكون مسؤلة عن كل شىء في غزة وعن كل فعل يصدر من غزة وعن كل نسمة تذهب من غزة ،اي إسرائيل اليوم توضع كل القيادات الفلسطينية امام اختبار ثمنه دماء وأشلاء، أما الانجرار إلى المربع الذي تريده إسرائيل وتعمل على إدخال المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني في غزة في الساحة التي يتوحد العالم لمحاربة اهلها كما حدث في العراق وليبيا وسوريا وغيرها وأما ان نكون إرادة واحدة وحكمة وعقل وتتخذ القرار الذي يخدم شعبنا وقضيتنا بالتشاور مع الإقليم وخاصة مصر والأردن واللذان يعتبران الصوت العربي الصادق لقضيتنا.
بكل تأكيد تسعى إسرائيل إلى خلط الأوراق بكل السبل وهي التي تعلم أن الأمور تتجه نحو مسيرة سلام وان كانت لصالحها وستغيب الكثير من حقوق شعبنا الا انها ترى بأنها غير ملزمة لدفع ثمن لسلام إقليمي وخاصة وان كثير من دول الإقليم تقيم علاقات علنية وزيارات علنية دون ثمن، وهذا يفرض علينا الحكمة والعقلانية لنتمكن من ومواجهة هذا العدو في الساحات التي نتمكن من تحقيق الانتصار عليه دون دماء وأشلاء ونكمل صرح بناء وحدتنا الوطنية ونحقق المصالحة التي لا يريدها إسرائيل.