السبت  26 نيسان 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث" | 25 ألف شيقلا تكلفة زراعة دونم البندورة.. فهل زارعها مستفيد؟

2017-11-01 08:46:09 AM
متابعة
ثمار الطماطم داخل المزرعة (أرشيفية)

الحدث- علاء صبيحات

 

عزف عن زراعة الطماطم لأنها لا تعود عليه بالفائدة التي تستحق تعبه ولا تعود –غالبا- عليه بما يُفترض أنها مرابح حقيقية مقارنة بما يدفعه، هذا حال مزارع الطماطم سابقا في سهل الجلمة إياد غنيم.

 

موسم الطماطم كما أوضح غنيم لـ"الحدث" يستمر لأكثر من 8 أشهر، موزعة على أيام الحر والبرد، مما يعني أن هناك مراحل خطورة متزايدة وفقا للظروف الجويّة التي قد يهدم فيها على سبيل المثال دونم كامل من البيت البلاستيكي بفعل الرياح، أو أن تُضرب المزروعات نتيجة درجات الحرارة المرتفعة جدا.

 

وعن تفاصيل التكاليف قال غنيم، إنها تبدأ أولا من تأسيس البيت البلاستيكي الذي يكلّف بناءه 25 ألف شيقلا، وهذا البيت البلاستيكي يستخدم لمدة 15 عاما أي أنه سنويا يكلّفه تقريبا 1600 شيقلا بالإضافة لـ1500 شيقلا تكلفة صيانة سنوية، أي أن البيت البلاستيكي يكلف المزراع سنويا 3000 شيقل.

 

ثم تأتي تكلفة إعداد الأرض للزراعة وهي موزعة على حراثة الأرض عدة أنواع من الحراثة ويكلّف الدونم الواحد 200 شيقلا، ثم السماد العضوي ويحتاج الدونم لما ثمنه 700 شيقلا، وأخيرا 400 شيقل للسماد الكيماوي.

 

تأتي مرحلة زراعة شتل الطماطم، وأنواع أشتال الطماطم كما أوضح مدير مشتل جمعية الجلمة في جنين أحمد خلف لـ"الحدث" أكثر من 30 صنفا، يختار المزارع النوع الذي يرغبه وعدد الشتل الذي يحتاجه لكن أكثرها قوة ومقاومة هو صنف طماطم المايلا لذلك يفضّله المزارعون.

 

وتتعدى تلكفة الشتلة الواحدة من شتل طماطم المايلا الـ1.20 شيقلا كما قال خلف.

 

بدوره أضاف المزارع غنيم على ما سبق أن الدونم الواحد بحاجة لما معدّله 2500 شتلة بثمن يتعدّى الـ3000 شيقلا.

 

"كل يوم خلال الـ8 أشهر جميعها، يحتاج الدونم الواحد لساعتي عمل من قبل عامل واحد علما أن ساعة العمل في هذا المجال تكلفتها 15 شيقلاً" كما أضاف غنيم.

 

وذكر لـ"الحدث" أن المزارع بحاجة لما لا يقل 2000 شيقلا كثمن للأدوية، كذلك خيطان التعليق التي يحتاجها الدونم الواحد ما مقداره 400 شيقل، وشبكة ريّ تكلفتها 1800 شيقلا.

 

ثم خلايا النحل التي تستخدم في التلقيح، فثمن الواحدة منها 800 شيقلا، ويحتاج لخليتين، كما ذكر غنيم لـ"الحدث".

 

وأوضح مزارع الطماطم أن مجموع ما يدفعه خلال الموسم الكامل الذي تكون مدّته 8 أشهر تامّة، يفوق الـ25 ألف شيقلا في الدونم الواحد.

 

وقد تطرأ دفعات مكثّفة وإلزامية في حالة حصول أية أضرار جانبية للبيت البلاستيكي أو للنبات بسبب ظروف العوامل الجوّية أو بسبب الأمراض التي قد تقتل نصف المحصول كما يقول غنيم.

 

 

في المقابل كم نسبة ربحك؟

 

"لن أحدّثك عن الربح لكنني سأخبرك أنه إذا بيعت سحارة الطماطم بأقل من 35 شيقلا فإن المُزارع لا يستفيد وغالبا يخسر أمواله" فالدونم الواحد بحسب ما قاله مزارع الطماطم السابق يُنتج 25 طن، أي ما يعادل 1000 سحارة فإذا بيعت جميعها بسعر 30 شيقلا فإن ذلك يعادل أو يزيد قليلا عما يدفعه المزارع.

 

فبحسب المزارع إذا بيعت كل السحاحير بثمن 35 شيقلا فإن ذلك يجعل هامش الربح تقريبا 10 آلاف شيقل موزعة على 8 أشهر أي نحو 1200 شيقلا في الشهر الواحد.

 

وهل تُباع بأقل من ذلك؟ أجاب المزارع "العام الماضي اشتريت للاستخدام المنزلي سحارة الطماطم بثمن 7 شواقل".

ما الذي يتحكم بالسعر؟ أجاب "العرض والطلب وكمية الطماطم فمقدار ما يتوفر في السوق من طماطم غالبا يتحكم في السعر وهناك ظروف كثيرة تلعب دورا في تحديد السعر".

 

يقول مزارع الطمام غنيم إن الزراعة بشكل عام مغامرة، لكن قد يقل عدد زارعي الطماطم مثلا فيقل العرض ليزيد الطلب فتباع السحارة بـ70شيقلا كهذه الأيام، وقد تغرق الأسواق بالطماطم فتباع السحارة ب7 شواقل.

 

لكنه بحسب غنيم  نادرا ما ينجح الموسم، ويكون ما ندفعه كمزارعين مدفونا في التراب.

 

ما سبق يبرهن بشكل قطعي أن الخاسر الأكبر هو المزارع، فهو المغامر الأول الذي لا يتقن شيئا تقريبا غير هذه المهنة، وهو الوحيد الذي يتأثر بموجات الصقيع والحر وشح المياه، وهو إن خسر مزروعاته يقف وحيدا أمام تيّار الخسائر والديون وإن ربح فاللنصر ألف أبٍ.

 

السؤال الحقيقي هو لماذا يناضل المزارع حتى يحقق ربحا يزيد عن التكاليف بضع آلاف، في حين أن ثمن الكيلوغرام الواحد قد يٌباع بعشرة شواقل في الأسواق الفخمة؟