الحدث-واشنطن
واجه صناع السياسة الغربيون في عام 2014 حجما من الأزمات التي لم يسبق لها مثيل في السنوات القليلة الماضية تراوحت بين مواجهة مع روسيا إلى جهود مكافحة فيروس الإيبولا والحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.
ويقول مسؤولون حاليون وسابقون إن هذه الأزمات أثقلت كاهل واشنطن ولندن وبروكسل باعباء بلغت مستويات لم يشهدها كثيرون من قبل. وتمثلت المخاطر في عدم الالتفات إلى أخطار أخرى.
وحتى عندما يقول المسؤولون إنهم على علم بما يجب القيام به فإن خفض الميزانيات في هذه الآونة يعني إن الموارد المطلوبة لا سيما العسكرية قد لا تكون متاحة.
وأراد الرئيس الأمريكي باراك أوباما عند توليه السلطة الانتقال من فترة التدخل الدولي في العراق وفي أفغانستان. ولكن في الوقت الذي توشك فيه التدخلات العسكرية الكبيرة التي تقودها الولايات المتحدة على الانتهاء فإن فترة من الأزمات المتعددة قد تكون في بدايتها.
وقال الجنرال راي أوديرنو رئيس أركان الجيش الأمريكي في مؤتمر عسكري في واشنطن الشهر الماضي "العالم يتغير أمام أعيننا."
وأضاف أن الخطط الرامية إلى خفض عدد القوات إلى 450 ألفا من نحو 570 ألفا في العقد الماضي لم تعد قابلة للتطبيق. وقال إن الحد يجب أن يكون 490 ألفا.
كذلك أثارت الحرب التي تديرها روسيا بالوكالة في أوكرانيا تساؤلات حول التخفيضات العسكرية الأوروبية.
وقال أوديرنو "نشهد افتراضات أولية خاطئة بخصوص العدد والمدة والموقع وحجم القوات للصراعات المقبلة والحاجة إلى القيام بعمليات في مرحلة ما بعد الاستقرار.
"هذه الحسابات الخاطئة تترجم مباشرة إلى خطر عسكري متزايد."
ويقول مسؤولون إن المشكلات المتعددة الأخرى أجهدت المجتمع الدبلوماسي إلى أقصى حد.
فالعنف في نيجيريا وإسقاط طائرة الركاب الماليزية 373 استدعى ردا في حين تطلبت مظاهرات هونج كونج والغموض المحيط بالقيادة في كوريا الشمالية واستقلال محتمل لاسكتلندا ونزاعات حدودية في بحر الصين الجنوبي بين بكين وبعض جيرانها الآسيويين اجراء تحليل جديد ووضع خطط للطواريء.
والأزمات الإنسانية هي الأخرى في تزايد. وتتعامل منظمة الصحة العالمية لأول مرة مع خمس كوارث في وقت واحد وهي الإيبولا والعراق وسوريا وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى.
* أيام وليال طويلة
أما الأزمات التي تتعلق بالشرق الأوسط فهي الأخطر حيث تحتم التعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا والحرب الإسرائيلية في غزة والمفاوضات النووية مع إيران وأزمتي اليمن وليبيا المتزامنتين.
وقال المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جينيفر ساكي في اجتماع مع مجموعة تربط بين الشبان العاملين في مجال السياسة الخارجية إن تلك الأزمات "تعني العمل لأيام طويلة والسهر لليال طويلة."
ومضت تقول "ذلك يعني اجتماعات يحضرها النواب بدلا من المسؤولين الرئيسيين... من الواضح أنه عندما نواجه مشكلات فإننا نريد أن نتعامل معها بشكل جيد. ونحن نتعامل مع الكثير (منها)."
وأعيد تكليف بعض المسؤولين لمهام مختلفة على نحو متكرر مع نشوء أزمات جديدة. وتمثل احد هذه الأمثلة في نقل مسؤولين كان اليمن موضوع اهتمامهم للعمل في مشكلة روسيا. وكانت الفرق التي تتعامل مع بلدان مثل ليبيا تشكو من أن النسيان يطويها.
هذه السنوات ليست مجهولة: العام 1991 شهد التعامل مع الغزو العراقي للكويت وانقلاب مؤقت في موسكو وشهد عام 1994 كوارث متعددة في البوسنة والصومال ورواندا. لكن حجم النقاط الملتهبة في عام 2014 كان غير مألوف.
وقطعا فإن من يحتلون المناصب العليا هم الأكثر إجهادا. فهم في حاجة للإطلاع على كل تهديد كبير.
وقال مسؤولون إن الجدول اليومي المشحون أجبر وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاجل على إلغاء رحلة إلى آسيا الأسبوع الماضي.
وغالبا ما يكون للشخصيات الكبيرة مسؤوليات سياسية أيضا وانشغلوا بالتالي بانتخابات التجديد النصفي في الكونجرس الأسبوع الماضي والانتخابات المزمع أن تجرى في بريطانيا في عام 2015.
ويقول خبراء إن بيئة كهذه تعني ضياع التفاصيل بسبب قلة الوقت.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جيم جيفري لرويترز في سبتمبر أيلول الماضي إن لفت انتباه أوباما لخطر محدد مثل خطر تنظيم الدولة الإسلامية كان يعني بوضوح ضرورة التحدث معه حول هذا الخطر لا ان يقدم له "تقريرا يحتوي على سبع موضوعات يكون خطر الدولة الإسلامية الموضوع الخامس فيها."
*روتيرز