الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الغرف المغلقة والدبلوماسية العامة

2017-11-02 08:22:06 AM
الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الغرف المغلقة والدبلوماسية العامة
رامي الحمد الله لدى وصوله غزة (أرشيفية- تصوير: الحدث 2017)

ترجمة الحدث- أحمد بعلوشة

 

نشرت صحيفة هآرتس التحليل التالي حول احداث النفق الأخير والحوارات التي تجري بين قادة السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال.

 

الحجة التي تطورت حول بيان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بعد تدمير النفق المؤدي من قطاع غزة إلى إسرائيل، هو أن إسرائيل لم تكن لديها نية لقتل كبار أعضاء الجهاد الإسلامي. وهذه الحجة تحفز الأفكار الخاصة بتأثير الدبلوماسية العامة على تطوير الحقائق.

 

ومن الواضح أن القصد من هذا البيان غير الاعتيادي الذي أصدره الجيش الإسرائيلي هو منع التصعيد المحتمل. وتم نقل رسائل أخرى مباشرة وغير مباشرة خلف الكواليس من إسرائيل إلى قيادة حماس والسلطة الفلسطينية ومصر، وحتى السعودية، على أمل ألا تكون هناك جولة جديدة من الصراع نتيجة لقيام إسرائيل بتدمير النفق الذي كان هدفه الواضح شن هجوم مستقبلي ضد إسرائيل.

 

وفي بعض الأحيان يكون هناك ما يبرر الرسائل الخطيرة التي يقوم بها السياسيون والعسكريون، ويساعد أحيانا في الحفاظ على الردع أو خلقه. وقد أتقن بعض السياسيين الإسرائيليين فن التصريحات الحربية، ولكنهم لم يكونوا متحمسين لتقديم رسائل ذات نوايا سلمية أكثر. أما عن التصريحات العدائية الصادرة عن القوات العسكرية وقوات الأمن في إسرائيل فكانت أكثر حذراً وضبطاً، وهي تشدد عادة على القدرات العسكرية لإسرائيل بدلاً من إصدار تحذيرات وتهديدات.

 

والدبلوماسية العامة ليست هي القاعدة بين إسرائيل وجيرانها العرب، كما أن بيان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي يؤكد التوجه إلى هذا المبدأ.

 

وفي الأسبوع الماضي، عقد وزير المالية موشي كحلون اجتماعاً سريا في رام الله مع رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله. وشمل ذلك الاجتماع كبار الشخصيات الآخرى بمن فيهم الجنرال يوؤاف مردخاي من الجانب الإسرائيلي، ورئيس المخابرات في السلطة الفلسطينية اللواء ماجد فرج. وقد نظم هذا الاجتماع المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جيسون غرينبلات، الذي كان مسؤولاً أيضاً عن تسريب حقيقة الاجتماع إلى الجمهور.

 

وحدث هذا اللقاء لأنه يتعلق بالواقع، ويتفهم أن إسرائيل أو فسلطين لن تتوقف أي منهما عن الوجود، وأن كلا الجانبين لهما مصالح مشتركة عديدة في حل النزاعات وتحسين نوعية الحياة ومنع العنف. وهناك قيمة كبيرة في المعرفة العامة بوجود مثل هذه الاجتماعات ونتائجها. وفي بعض الأحيان، ربما تكون الاجتماعات السرية مهمة، وأحياناً لا يمكن للمفاوضات بين الأطراف المتحاربة أن توجد إلا بسرية تامة.

 

ومع ذلك، في بيئة من الخوف والكراهية مثل تلك القائمة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والتي يشجع فيها المقاطعات المتبادلة بحكم الأمر الواقع وسياسات الانفصال. فإن الدبلوماسية العامة هي أمر ضروري من أجل التحدث مباشرة إلى الناس في كلا الجانبين، فوق نطاق القادة الذين يشاركون بشكل أكثر انتظاماً في القتال والمعركة العامة.

 

ولسوء الطالع، فإنَّ السياسيين الفلسطينيين والإسرائيليين يحصلون على تأييد أفضل لدى جمهورهم حين يتكلمون بشراسة تجاه الجانب الآخر. وهذه هي النتيجة الكارثية لعمليات السلام الفاشلة على مدى السنوات الطويلة الماضية. هذا ما يفعله السياسيون -وهم يسعون فقط للتحدث باسم الناخبين من أجل إعادة انتخابهم- وبالتالي فإن اللعبة الجارية بين الطرفين هذ العداء. وبذلك فإن هذا ما يفعله السياسيون ورجال وسيدات الدولة.

 

وينظر رجال الدولة إلى الواقع من خلال رؤية تغييره وتشكيله بدلاً من أن يتم تشكيلهم من خلاله. فالكلمات لها قوة ويمكن أن تحرك الناس تجاه العداوة والخوف من مسارات التفاهم والمصالحة. وهذا شيء لم يدركه سوى عدد قليل من سياسيينا في إسرائيل وفلسطين. إن الدبلوماسية العامة هي جزء من جدول أعمال صنع السلام الذي لا يوجد حاليا في فلسطين أو إسرائيل. ولكن هذا هو ما نحتاجه.

 

خطاب التحارب يقوي العداوة ويغذي انعدام الثقة بين الشعبين، ما يعزز قوة المقاطعة. حين نتحدث عن معسكر مقاطعة التطبيع الذي يقاطع جميع الاتصالات مع الاسرائيليين، فإني أقول بأنهم يحتاجون أيضا إلى التحدث بشكل أساسي مع الاسرائيليين اليمينيين، وهم بحاجة أيضاً إلى إقناع غالبية الإسرائيليين بأنهم يريدون السلام. وأقول نفس الشيء للإسرائيلين فيما يتعلق بالفلسطينيين.

 

وأنا أعلم أن القليل من الفلسطينيين يعتقدون أن هناك إسرائيليون يريدون حقا السلام مع الفلسطينيين وأنه لا يمكن للسلام أن يكون في ظل وجود الاحتلال. ولا يسمع الفلسطينيون رسالة السلام من داخل المجتمع الإسرائيلي.

 

ويجب على الإسرائيليين أيضاً التواصل ليس فقط مع الفلسطينيين الذين يريدون السلام، ولكن بشكل أساسي لأولئك الذين لا يعتقدون أن السلام ممكناً.

 

نحن بحاجة ماسة إلى شخصيات وقيادات عامة للتحدث عن السلام علناً، حتى وإن كانت هذه الديناميكية ليست شعبية.