ترجمة الحدث | كيف تقرأ إسرائيل الوضع على الحدود الإسرائيلية اللبنانية بعد استقالة الحريري؟

الحدث ـــ محمد بدر

نشر موقع ديبكا المقرب من الإستخبارات العسكرية الإسرائيلية اليوم الأحد تحليلا عن الأثر الذي قد يتركه ما أسماه "هروب" رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى السعودية .

واعتبر الموقع إنه من الصعب التذكر كم هي عدد المرات التي تلون الموقف السياسي وتغير لرئيس الوزراء اللبناني ولكنه هذه المرة تجاوز الحريري نفسه.

وأشار الموقع أنه بعد مقابلة الحريري  لممثل المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي اكبر ولايتي يوم الجمعة في بيروت. وبعد الاجتماع مباشرة، سافر إلى السعودية للمرة الثانية في غضون أسبوع ، ليعلن من السعودية استقالته، مشيرا إلى إنه شعر بالتهديد الجدي على حياته، وأن لبنان تعيش  تحت حكم إيران، واصفا إيران بأنها دمرت دولا في الشرق الأوسط وتقوم بزرع  الخوف والدمار في عدة بلدان ومنها لبنان.

وذكر الموقع إنه وقبل خمسة أشهر فقط، في 25 يوليو / تموز، وقف سعد الحريري في حديقة البيت الأبيض في واشنطن إلى جانب الرئيس دونالد ترامب،  وقتها بحسب الموقع ذهب  الحريري إلى واشنطن لإقناع ترامب بالموافقة على مشاركة  الجيش اللبناني في عملية عسكرية تخطط لها إيران وسوريا وحزب الله لاقتلاع المسلحين  السوريين الذين ينتمي بعضهم إلى داعش وبعضهم إلى  جبهة النصرة من على الحدود اللبنانية السورية، وبيّن الموقع أن إسرائيل اعتبرت  وقتها أن تطهير الحدود اللبنانية السورية سيعني تقدما آخرا  في سبيل إقامة الجسر البري بين إيران وسوريا ولبنان من خلال العراق. اليوم أصبح الجسر البري حقيقة عسكرية استراتيجية.

وأورد الموقع أن مصادر سعودية نشرت  السبت، أن الحريري سافر يوم السبت الى المملكة العربية السعودية، وبعد ذلك في يوم الثلاثاء 31.10  في الرياض وخلال لقاءه  مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان استعرضا  التأثير الإيراني  وتخطيط إيران وحزب الله لاغتياله وقتله.

وتسائل الموقع بأنه إذا كان إدعاء الحريري بأن  إيران وحزب الله يسعون لقتله، إذاً لماذا وافق الحريري على مقابلة  مبعوث الرئيس الإيراني قبل بضع ساعات من خروجه إلى المملكة العربية السعودية؟

وخلص الموقع أنه  حتى لو كانت نتائج هذه المعطيات  الجارية جيدة، ولكنه من المستحيل تجاهل حقيقتين أساسيتين :

الأولى أن حزب الله هو المسيطر الأساسي في الساحة اللبنانية وسعد الحريري من خلال أخطاءه كان جزءا من تمهيد الطريق لهذه السيطرة من خلال موافقته على تنصيب ميشيل عون رئيسا للبنان مع الإشارة أن عون حليف لحزب الله، كما وأن الجيش اللبناني تحول لذراع تنفيذي للحزب وخرج من قبضة الدولة، وهو الأمر الذي دفع السعودية لقطع مساعداتها عن الجيش اللبناني.

والثانية أنه حتى لو كان الافتراض أن خروجه وعدم عودته من السعودية هو مخطط من قبل المخابرات الأمريكية ومحمد بن سلمان ولي العهد السعودي ولكن ذلك لا ينفي حقيقة أن الحزب سيعزز هيمنته العسكرية ليس فقط على الحدود السورية اللبنانية وإنما على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.