الحدث- عصمت منصور
فيما يلي تحليل الموقع الاستخباراتي الإسرائيلي تيك ديبكا للأحداث بشأن التطورات في السعودية.
يعتبر تاريخ 4-11 يوما دراماتيكيا في تاريخ المملكة السعودية لأنه اليوم الذي فر فيه رئيس الحكومة اللبنانية الى الرياض واتخذها ملجأ سياسيا له خشية على حياته من الإيرانيين وحزب الله الذين اتهمهم بمحاولة اغتياله واليوم الذي انتهى باعتقال رئيس الحرس الوطني السعودي متعب العبد الله الذي تولى مهمة حماية العائلة المالكة والذي رمز في العالم الى قوة العائلة المالكة وقدرتها على حماية حقول النفط ومعه الوليد بن طلال وبعض الوزراء وضباط الجيش الكبار والامراء.
بالمقابل اهتزت سماء الرياض بصاروخ باتريوت امريكي اعترض الصاروخ الايراني "البراق" الذي أطلقه الحوثيين ويصل مداه الى 1000 كيلومتر ليشكل تذكير قصير للوضع الذي تمر به السعودية والحروب التي تخوضها في اليمن من الجو وفي البر وحربها السرية مع إيران وحربها الاقتصادية مع قطر.
يمكن رؤية ما خلف هذه الاحداث شخصية الأمير وولي العهد الشاب والحيوي محمد بن سلمان الذي غير دون شك وتيرة الاحداث في البيت الملكي السعودي والسعودية وفق ما صرح به بنفسه قبل أسبوعين:
نحن واحدة من الدول ال G 20 وواحد من اقوى الاقتصادات في العالم ونحن على مفترق ثلاثة قارات (اسيا وافريقيا والشرق الاوسط) وتحويل السعودية لشيء أفضل سيؤثر على العالم والمنطقة ونحن نأمل ان نتلقى المساعدة المطلوبة كي نقضي على الأيديولوجيات المتطرفة ونؤسس لإسلام معتدل ومنفتح على الأديان الأخرى لان 70% من السعوديين من جيل الشباب ما دون ال 30 ولن نضيع 30 سنة أخرى في الحرب ضد التطرف.
مصادر خبيرة في السعودية قالت لتيك ديبكا ان هذا الجهد الضخم يشير أيضا الى حقيقة أخرى وتطورات لا تقل دراماتيكية وهي ظهور معارضة اخذة في التعاظم داخل القصور الملكية ونظام الحكم لما يقوم به بن سلمان والأساليب التي يتبعها.
ولي العهد اتخذ الأسلوب الأسرع للتغلب على منتقديه ومعارضي سياسته وهي سجنهم وبقائهم رهن الاعتقال الى ان يغيروا وجهة نظرهم.
بكلمات أخرى الإصلاحات السعودية الكبرى التي يقودها بن سلمان والتي تهدف الى نقل السعودية الى مصافي الدول الحديثة وبناء اقتصادها على أسس مالية وتكنولوجيه حديثة وتجارة حرة بلا عن النفط والدولة الريعية وبيع الإنشاءات الحكومية وجزء من شركة أرامكو وإقامة مدينة ومنطقة تجارة حرة ضخمة غرب السعودية ستمتد على مساحات هائلة لتتصل بالأردن ومصر اختار لتنفيذها الطرق الأكثر بدائية وهي اسكات معارضيه.
مصادرنا تفيد الاذن الغربية لن تستسيغ وتقبل ان المبرر من وراء اعتقال الامراء والوزراء هو معارضة الأمير وتحديد هوية الملك القادم بعد ان يصبح بن سلمان الملك الفعلي.
خطط الأمير تقضي انه وبعد فترة قصيرة فان والد بن سلمان الملك سلمان سيستقيل وينقل السلطة لابنه وهو يريد عندما يتولى الحكم ان يختار ولي عهده وهو ما يعتبره حيوي جدا في استمرارية حكمه.
في مقدمة المعارضين لهذا الطلب الأمير متعب بن عبد الله والوليد بن طلال المتواجدان الان في سجن بن سلمان.
الوضع في السعودية خطير والمعارضة داخل العائلة المالكة اخذة في الازدياد وبما ان أي من خططه الاقتصادية الجريئة وبعيدة المدى لم تنفذ بعد وحربه مع ايران واليمن وقطر لا زالت عالقة دون حسم او حل في الأفق تزداد الخطورة على حياته وللنهج الذي اتبعه.
الخطر الحقيقي هو خطر الاغتيال داخل السعودية وهو خطر واقعي.