الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

المفسدون في الثقافة العربية... بقلم أنور الخطيب

نص

2017-11-07 07:10:45 PM
المفسدون في الثقافة العربية... 
بقلم أنور الخطيب
أنور الخطيب

مهمة الأديب أن يبدع، وينشغل في تجويد نتاجه، ومهمة الناشر أن ينشر إبداعه على أوسع نطاق، ومهمة الإعلامي الثقافي متابعة النتاجات الإبداعية والفكرية، ومهمة اتحادات الكتاب وبيوتات الشعر والمؤسسات الثقافية تحقيق التوازن في تعاطيها مع المبدعين، بغض النظر عن جنسياتهم وأنواعهم وعلاقاتهم وقربهم من الموظفين الثقافيين.

 

فلماذا يريدون من المبدع أن يبدع في العلاقات العامة أكثر من إبداعاته الخاصة، أن يتحول إلى لاعب سيرك هنا، ومهرج هناك، ومجامل لهذا ومنافق لذاك، وأن يكون متسلقا وانتهازيا وخبيثاً، ويلعب بالبيضة والحجر؟ لماذا يتوقعون من المبدع أن يرابط في مجالسهم ومكاتبهم، يضحك حين يضحكون، ويعبس حين يعبسون، ويكيل المديح لما يتفوهون به من أفكار قد تكون ساذجة حد القرف. لماذا يريدونه شللياً، الشللية مقتل للإبداع، وتشريد للمثقفين الحقيقيين، وتحطيم للمبدعين الأصيلين. 

 

نحن نشهد مرحلة موت الناقد، وليس موت المبدع، ومرحلة موت المحرر الثقافي الحقيقي وتحوله إلى وموظف كسول، وحالة من انتشار المفسدين المتسلقين المتلونين في جسد الثقافة العربية، والأكثر من ذلك، نشهد مرحلة تفشي العنصرية والمحسوبية والضغينة والكذب في اتحادات الكتاب العربية.

 

أحيي الباحثين عن الأصالة في الإبداع والمبدعين، وأحيي الإعلامي الثقافي الباحث عن كل ما هو مبدع وجديد في الساحات الثقافية، وأحيي الموظف الثقافي الذي يتواصل مع المبدعين دون أن تربطه بهم علاقات مصالح، سوى الإبداع والإعجاب بشخصياتهم الأدبية، وهم موجودون، لكنهم قلة، أحيي تلك القلة، وهم كثرٌ لو يعلمون.

 

يولد المبدع شامخاً فلا تذلوه، وجريئا فلا تقيدوه، وبريئا فلا تلوثوه، وعاشقا فلا تخونوه، وكريما فلا تسرقوه، ومنتصرا فلا تهزموه، و .. و ..و