الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ما كـُنتُ سِرَّ أبي لـ الشاعر: عصام السعدي

شعر

2017-11-07 07:25:24 PM
ما كـُنتُ سِرَّ أبي 
لـ الشاعر: عصام السعدي
عصام السعدي

ضارباً في حُمْرَةِ الصَّلصالِ

لوني من تعاشيقِ الجبالِ

وزُرْقَةِ الفيروزِ

أشْباهي رجالٌ أو تلالٌ

أو سؤالْ

ما كنتُ سِرَّ أبي

ولكنِّي تَرَبُّصُ رَعشتينِ بِلحظةٍ

سُمِّيتُها ...وشَهَقْتُ..

حينَ رَفَعتُ يَدَيَّ للغيماتِ

كَسَّرَني حَنيني للقوالبِ

مَدَّ لي حَبْلاً تَمَنُّعُ رَغبتي...

عُلِّقتُ

في

ألفِ احتمالْ

        *          *         *

كان يكفيني تَرَبُّعُ حِصَّتينِ

منَ الغِوايَةِ

عندَ أقْلامي .. لأَقُدَّ من

قُبُلٍ قَميصَ القَولْ

وأفُضَّ شَرنَفَةَ القَصائدِ

عن حَريرٍ باذِخٍ

أُفْضي بأحلامٍ تَفيضُ عن الوسائدِ

أو أُراوِدَ نَحلَةً عن شَهدِها

فَتُريقني ...

 

ولكنِّي تعلَّمتُ السُّكوتَ

مُبكِّراً قبل الكلامْ

فَغَضَضْتُ عن طَرْفِ اللّسانِ حَلاوَتي

وأَكلْتُ نَسْلي – في العَماءِ – كَقِطَّةٍ سوداءَ

تأكُلُ نَسْلَها ..

وَوَأَدتُ بَوحي

في الرِّمالْ ..

 

حَتَّى انتبهتُ بأنَّ مُفتَتَحَ السَّماءِ:اقرأ

فخَرجتُ من غاري

تُزَمِّلُني رؤايْ

وجَنَيْتُ عن شَجَري

ثِمارَ الصَّمتْ

قَذَفْتُ في قلمي

صَريرَ غِوايتي

ليقولَ للأَوراقِ

ما شاءَ المقالْ

  *        *        *

عاشرتُ ما يكفيني من الخيباتِ

إيقاعاً بما تَلِدُ المسافةُ

بين قافيتينْ

طرتُ إلى بُراقِ الشِّعرِ ثُمَّ

عَرَجْتُ عندَ

جِدارِهِ

وفَتحتُ من عينيَّ نافذةً

إلى عينِ

الحقيقةِ:

  ها هنا ذَهَبٌ

        على

        زَبَدٍ

وها زَبَدٌ على

     ذَهَبٍ

     أنا

بين الحقيقةِ و الخيالْ