معابر بلا رمق لـ الشاعرة مايا حاج

خُذ دمعتي الأولى.. وخُذ قلقي...خُذ ليلةً عذراءَ من أرقي

خُذ فِكرَ صوفيٍّ وذاكرتي.. خُذ آخرَ الناجين من غرقي

خُذني إليَّ.. لعلَّ أعرفُني...أو ربما أمضي بلا طُرُق

طرقي التي ما زلت أذكرها.. مُذ كانتِ الأحزانُ مُفترقي

 من أوّلِ الضوءِ الذي بدمي...وأنا أسيرُ ليهتدي نفقي

لكنه المنفيُّ من لغتي.. أغوتهُ ممحاةٌ على الورق

إذ كلّما ثبتَتْ على وجعٍ ...يحكي لها المعنى.. ألا انطلقي

يحكي لها أسرارَ من عبروا.. من معبر الإشراق للغسق

نحو الفراغ مضوا.. مقيدة.. أسماؤهم في لعنة النزق

إني أيا وحدي أشاطرني...تعويذةَ الأنفاسِ والعلق

بعضي مرايا ليس تعكسني.. والبعض مصلوبٌ على الفلق

الورد ينبؤني بأنّ له...رئتين من شوقٍ ومن عبقِ

يتنفسُ الماءُ الترابَ به ...ويأوّل الغرقى كمُختنق

وإذا بدت مدنًا ملامحُه.. ضاق المجازُ بها ولم يطقِ

كنتُ التي جَمعَتْ لآلئها.. طوقا سماويا على العنق

حتى تراءى الليل أوشحةً.. سمراءَ قد سُلّت من الشفق

لم تبق إلا نجمة بيدي.. ومسافرٌ في اللا مكان بقي

وسواريَ الذكرى تطوقني.. غجرية منقوصة الحلق

وتزفّني للنيلِ مؤمنةً ...أنّ الفراتَ جرى من الحدق

فكلاهما مني.. وقدسُهما...تاقت مآذنُه لمعتنق

حاصرتُ كلّي كي أعيشَ به.. لكنني مقتولةُ الأفق

فكمِ اقترفْتُ التيهَ هاربةُ.. مني إليّ ..وخانني رمقي