الحدث- عصمت منصور
نشرت صحيفة The Marker الإسرائيلية مقالاً عن تجارة السلاح وسباق التسلح الخفي الذي لم يسبق له مثيل منذ انتهاء الحرب الباردة وأرباح شركات وتجار السلاح، الذي ترجمته "الحدث"، فيما يلي نص المقال:
"كل الخيارات على الطاولة"
هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كوريا الشمالية ورئيسها كيم جونج اون مضيفا أن" العالم تلقى الرسالة بوضوح من كوريا" بعد أن أجرت تجربتها الصاروخية من فوق سماء اليابان متحدية العالم.
فيما ومواجهة محتملة مع كوريا وإلغاء الاتفاق مع إيران أو الحرب مع داعش في الشرق الأوسط تجعل الاستثمار في السلاح في الولايات المتحدة الاستثمار الأفضل حيث سجلت أسهمها الارتفاع الأكبر في 2017.
هذا ومنذ بداية العام سجلت أسهم بوينج التي تعتبر واحدة من أكبر شركات إنتاج السلاح في العالم ارتفاع بنسبة 67% تقابلها الشركة المنتجة للأسلحة النووية BWX Technologies ارتفاع بنسبة 53%.
أما شركة هنتينجتون أنجلس المنتجة للبوارج الحربية والغواصات هي الأخرى شهدت ارتفاع في أسهمها بلغ 27% بينما جينرال ديناميكس التي تنتج قطع السلاح والزي العسكري للجيش الأمريكي فشهدت ارتفاع بنسبة 18%.
والشركات الأصغر التي رصدها مقياس راسيل ارتفعت بنسبة 10% ، مقياس Aerospace & Defense الذي شمل الشركات المذكورة سجل ارتفاع بنسبة 30% مقارنة بأذرع الإنتاج الأخرى.
في حين انعكس ارتفاع أرباح واسهم الشركات العالمية لإنتاج السلاح على الشركات الإسرائيلية مثل البيت التي ارتفعت في العام الحالي 35% وقيمة الشركة في السوق وصلت الى 22.4 مليار شيكل ووصلت مؤخرا الى الترتيب رقم 27 في قائمة ال 100 شركة المنتجة للسلاح في العالم حيث تبعتها ثلاث شركات إسرائيلية في القائمة المذكورة مثل الصناعات الجوية ورفائيل وتاعس.
ويرجع الارتفاع الكبير في تجارة وإنتاج السلاح الى سباق التسلح الذي يشهده العالم بمستوى لم يسبق له مثيل منذ انتهاء الحرب الباردة والذي تشارك فيه السعودية التي وقعت على صفقة أسلحة مع الولايات المتحدة بقيمة 350 مليار دولار لمواجهة التهديد الإيراني، الصين التي تحاول أن تثبت مكانتها كدولة عظمى عالميا، الهند التي وصلت ميزانية الدفاع فيها إلى 50 مليار دولار، اليابان التي تستعد لمواجهة التهديد الكوري الشمالي والصين، كوريا الجنوبية التي تشهد صراع مع جارتها كوريا الشمالية بالإضافة إلى الدول الأوروبية التي تواجه خطر الإرهاب الذي يجتاح القارة.
الجدير ذكره أن سباق التسلح الحقيقي قائم في الولايات المتحدة نفسها حيث كشفت إدارة ترامب عن خطة تسليحية للعام 2018 تتطلب إنفاق حكومي يزيد عن 600 مليار دولار أي ما يعادل 9.5 من مجمل ميزانية الولايات المتحدة.
وفق المخطط فإن أسطول الولايات المتحدة سيتوسع من 275 سفينة إلى 350 سفينة وعدد الجنود سيرتفع من 476 ألف إلى 540 ألف بالإضافة إلى الطائرات من نوع بلاك هوك وأباتشي وf-35 والدبابات والطائرات بدون طيار وقاذفات ال B21 وحاملات الطائرات والتي ستزودها بها شركات السلاح العملاقة.
من يعتقد أن رياح الحرب التي تهب على العالم لا تترجم على شكل أرقام وأرباح مخطئ.
صندوق الاستثمار العالمي ETF المعروف باستثماراته في تجارة السلاح و الذي يعتبر ال ITA في شركة iShares التي تعمل في مجال التسليح والفضاء العسكري والمدني وإنتاج قطع الغيار للصناعات الجوية والمنظومات الدفاعية سجلت أرباح خلال عام واحد بقيمة 4.5 مليار دولار.
صندوقي استثمار اخرين في الولايات المتحدة الأمريكية أصغر قليلا هي XAR التي تدير استثمارات بمليار دولار ويجبي مقابل إدارتها وتشغيلها 0.35% وصندوق ppa الذي يدير مبلغ 830 مليون دولار وتتقاضى عمولة تشغيل0,6%.
الاستثمار في هذه الصناديق بالدولار فقط ومعرض لتغير النسبة بسبب التغير في سعر تبادل العملات من الشيكل إلى الدولار وهي مفتوحة للاستثمار أمام الإسرائيليين وهو ما توصي به الصحيفة حيث تقدر أنه ورغم المخاطرة فإن التهديدات المتبادلة التي يطلقها زعماء العالم سوف تتسبب في زيادة أرباح هذه الشركات مع ارتفاع وتيرة التسابق في مجال التسلح عالميا.