الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | صيادو غزة سيكونون سعداء في هذه الحالة فقط

2017-11-11 05:52:11 AM
ترجمة الحدث | صيادو غزة سيكونون سعداء في هذه الحالة فقط
صياد من غزة (تصوير: الحدث 2017)

 

ترجمة الحدث- أحمد بعلوشة

 

نشرت صحيفة هآرتس المقال التحليل الذي تتحدث فيه عن الخوف الذي يعيشه صيادو غزة.

 

وفيما يلي نص المقال:

 

إنها ليست وظيفة الخائفين. حياة صياد غزة ليست تماماً كما يمكن للخيالية الشعرية أن تتصور صورة الإبحار قبالة ساحل البحر الأبيض المتوسط في وقت مبكر من كل صباح. إنها حياة الكسب الصعب الذي يتخلله خطر مصادرة القارب الخاص بك، أو فقدان حياتك إذا قررت الزوارق الحربية الإسرائيلية السيطرة على المياه.

 

قوارب الصيد الجميلة المزينة بأضواء بيضاء كبيرة داخل ميناء غزة تعطي الانطباع بأصالة المحتوى، قد يكون هذا خلطاً بين أن هذه القوارب تعتبر "فوتوجينيك" أي تظهر جميلة في الصور، إلا أن ذلك لا يتناسب إطلاقاً مع درجة الازدهار التي تتصورها، والتي هي أبعد ما يكون عن الواقع الصعب المُعاش.

 

وفي قطاع غزة، يعتبر الصيد نشاطاً محفوفاً بالمخاطر مع عوائد مالية منخفضة. أما منطقة الصيد الصغيرة التي تسمح القوات الإسرائيلية بالدخول إليها فهي لا توفر ما يكفي من الأسماك مقابل راتب كافٍ للصيادين، وتغطي بالكاد تكلفة الديزل اللازم لمحركات القوارب ومولداتها.

 

تحتاج إلى أن تكون شجاعاً للقيام بهذه المهمة أيضاً. ويتعين على الصيادين أن يبحروا باتجاه الحدود الخارجية لمنطقة صيد الأسماك في غزة والتي تمتد لستة أميال خلال فترة الليل وصولاً إلى الفجر، وأن يخرجوا خلال الفجر دون أن يبقوا أطول خشية أن تلتقطهم البحرية الإسرائيلية التي تقوم بدوريات في البحر. وحتى من دون عبورهم للحدود البحرية، يتعرض الصيادون للمضايقات بانتظام من جانب البحرية الإسرائيلية.

 

ومن الشائع أن يتم إطلاق النار عليهم أو اعتقالهم من قبل الزوارق الحربية الإسرائيلية عندما يكونون في الداخل. ووفقاً للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، فقد تم تسجيل 126 حادثة خلال السنوات القليلة الماضية، وانتهت اثنتان منها بقتل كل من محمد الهسي ومحمد بكر.

 

التقيت مع عثمان أحمد، الذي كان يعيش حياة مريحة كصياد في غزة ولكن الآن يريد التخلي عن هذه المهنة. يقول عثمان: "كان كل شيء مختلفاً في الماضي، حيث كنا نتمكن من صيد عشرات الكيلوغرامات من الأسماك وكسب الكثير من المال كل ليلة".

 

وبالنسبة لعثمان، فليس هناك يوم صيد جيد الآن، وذلك منذ أن خفضت إسرائيل مساحة الصيد إلى 6 أميال. عثمان وباقي الصيادين في الغالب يصطادون في هذه المياه الضحلة والتي يخرج منها أسماك صغيرة مثل السردين الصغير التي يحظر في الغالب صيدها في البلاد الأخرى لحماية دورة حياة الأسماك والحفاظ على عدد الثروة السمكية.

 

اعتاد عثمان على الصيد بحريَّة أينما ومتى أراد، كان يعبر الحدود المصرية والإسرائيلية ولم تكن البحرية توقفه آنذاك.

 

يقول عثمان: "عندما كنا نصل إلى ما يقارب 12 ميلاً من الشاطئ، كنا نترك الأسماك الصغيرة حتى نصطاد بها الأسماك الأكبر، والآن نحن لا نجد الأسماك الصغيرة لنصطادها".

 

وعلى الرغم من أن عثمان قال إنه تعرض لهجوم بإطلاق النار الحي عدة مرات من البحرية الإسرائيلية في عمق مياه غزة، إلا أن زورقه لا يزال يعمل. وهو قادر جسدياً على العمل في القارب مع مساعديه، وهم أبناؤه الأربعة. ولكن ما يدفعه للتوقف عن الصيد هو كمية الديزل التي يستهلكها.

 

وفضلاً عن محركه، فإن قارب عثمان فيه مولد كبير لإنتاج ما يكفي من الطاقة للكشافات التي تجذب الأسماك حول القارب. الديزل الخاص بالمولد يحتاج بين 1500 إلى 1700 شيكل إسرائيلي أي 420 إلى 480 دولار أميركي في الليلة الواحدة.

 

وأضاف عثمان: "أحياناً لا أتمكن من صيد الأسماك الكبيرة لتغطية مصاريف الديزل، وأحياناً ترفض شركات الديزل ملء المولد الخاص بي لأنني لا أستطيع الدفع لها بانتظام".

 

وكان شقيق عثمان قد قتل على يد طراد بحري إسرائيلي في عام 2013 حين كان يصيد بالقرب من الحد الخارجي لمنطقة الصيد. ويجري حاليا إصلاح قارب أخيه المتوفي حتى يتمكن أفراد أسرته من إعادته إلى البحر.

 

كل أبناء غزة يحلمون بمستقبل أفضل، ولكن حلم عثمان هو محدد جداً، يقول: "آمل أن يشتري شخص غني قاربيَّ الاثنين حتى أتمكن من العثور على وظيفة أخرى".