الحدث ــ محمد بدر
كتبت صحيفة معاريف عن احتقار المؤسسات الأمنية الإسرائيلية للعملاء وعدم احترامهم، جاء فيه :
504 هي الوحدة الوحيدة لتشغيل عملاء فرع المخابرات التابع لجيش الاحتلال الذي يعمل في المناطق الحدودية الإسرائيلية وينقسم إلى مناطق جغرافية وقواعد، وكوحدة عسكرية يتمثل دورها الرئيسي في تجنيد عملاء في دول مجاورة ومن الفصائل المختلفة مثل حزب الله لتقديم المعلومات في جوهرها عسكري ومن المفترض أن تخدم احتياجات جيش الاحتلال. ويعرف ضباط المخابرات في الوحدة ب "الضباط الخاصون". و الوحدة 504 فيها محققون مهمتهم التحقيق مع السجناء.
وهذه الوحدة لها دور كبير في تجنيد شخصيات بارزة في لبنان وسوريا ومصر، وحصلت على معلومات استخباراتية مهمة ساعدت الاحتلال على الاستعداد للهجوم المفاجئ على مصر في حرب الأيام الستة. بعضهم اتهم بتهريب المخدرات من لبنان، وأحدهم (زان الراز) أدين بالقتل.
وتستمر الإجراءات القانونية لدورون زهافي، وهو محقق في 504 ملقب بـ "الكابتن جورج" أثناء خدمته العسكرية، وكان قد حقق مع مصطفى ديراني، رئيس جهاز الأمن في منظمة أمل اللبنانية، الذي اختطف إلى إسرائيل ويشتبه في أنه باع الطيار الإسرائيلي رون أراد لأفراد الحرس الثوري الإيراني. بعد ذلك رفع الديراني دعوى ضد دولة إسرائيل بسبب تعذيبه وكشف أن "الكابتن جورج" هو الذي هدده بالاغتصاب وأدخل قضيبا من الحديد في فتحة شرجه. وفي أعقاب مطالبات ديراني، بدأت الإجراءات القانونية التي ادعى فيها زهافي أنه تصرف ضمن القانون وفقا لإجراءات الاستجواب التي تعمل بها الوحدة، وطالب الدولة بتعويضه.
جلبت هذه الحالات وغيرها إلى 504 سمعة سيئة حتى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، مثل الموساد والشاباك طالبوا بإصلاح هذه الوحدة وإعادة تنظيمها.
ومن الصعب، كوحدة سرية، معرفة ما إذا كان الإصلاح في الوحدة عميقا وشاملا ومن الممكن أن يسفر عن نتائج. وبطبيعة الحال، فإن إعادة تأهيل وضع العملاء هي مسألة جدلية أيضا . الرجل الذي خان وطنه ويجازف بحياته لبلد آخر، وأفراد أسرته يشعرون بالخذلان والحرمان ومع ذلك لا أحد يهتم له ولهم، هذا الشعور موجود ليس فقط لدى عملاء 504 وإنما لدى عملاء الموساد والشاباك، شعور بالخذلان يتملكهم، ومن العدالة تصديق ادعاءات العملاء بأنهم يعاملون بازدراء، وغطرسة وعدم احترام.
وقد تم اكتشاف ذلك في أوائل عام 2017 في إجراءات قانونية وصلت إلى المحكمة العليا. فمنذ سنوات، قامت الوحدة 504 بتجنيد عميل في دولة عربية. وقد قتل العميل خلال الخدمة، هذا العميل خدم الوحدة بأمانة وبكفاءة، في وقت لاحق، جاء أحد أقاربه إلى إسرائيل، واستقر هنا ولكنه عاش كرجل فقير متسول. وطالبت عائلة العميل القتيل بالتعويض ولكن الإهمال كان سيد الموقف، فقاموا برفع شكوى ضد الوحدة وضد إسرائيل في المحاكم الإسرائيلية، ولم يستجب أحد لهم وبذلك أصبحت حياة العملاء وأسرهم مأساوية بسبب الإهمال، أسرة العميل في النهاية تم تعويضها بعد أن تحولوا لمتسولين من أجل التعويض.
أحد ضباط الوحدة يقول أن التعويض يجب أن لا ينظر إليه كمسألة أخلاقية، بل إن رضى عائلة العميل عنه بأنه كان يعمل لصالح إسرائيل مسألة تستحق التوقف والاهتمام والتعويض.