ترجمة الحدث - أحمد بعلوشة
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأت في صياغة اقتراح السلام الإسرائيلي الفلسطيني القائم على حل الدولتين.
وقال مستشار كبير في البيت الأبيض أن خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط ستحاول معالجة القضايا الساخنة مثل وضع القدس ومستوطنات الضفة الغربية. ولن يفرض هذا الإطار الذي يمكن أن يستغرق حتى مطلع العام المقبل وضع جدول زمني للمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية.
وقال المبعوث الخاص للشرق الأوسط جيسون غرينبلات لصحيفة "التايمز": "لقد قضينا الكثير من الوقت في الاستماع إلى الإسرائيليين والفلسطينيين والقادة الإقليميين خلال الأشهر القليلة الماضية للمساعدة في التوصل إلى اتفاق سلام دائم". وأضاف غرينبلات: "لن نضع جدولاً زمنياً اصطناعيا لتطوير أو عرض أي أفكار محددة ولن نفرض أي صفقة".
وتابع: "هدفنا هو تسهيل اتفاق سلام دائم لتحسين حياة الإسرائيليين والفلسطينيين وتحقيق الأمن في المنطقة".
وذكرت الصحيفة إن مستشارين من البيت الأبيض يقومون بإعداد النسخة الأولية للخطة، ومن ضمنهم جرينبلات ومستشار الشرق الأوسط جاريد كوشنر، ومستشارة الأمن الوطني الاستراتيجي دينا باول، والسفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان.
ويذكر أن الفريق المكون من أربعة أعضاء يتشاور أيضاً من مسؤولي وزارة الخارجية والقنصل العام الأمريكي في القدس دونالد بلومي.
وأشار تقرير التايمز إلى أن جميع الأطراف قد تحتاج إلى الموافقة على إجراءات بناء الثقة لتحريك العملية. وقال التقرير "بالنسبة لإسرائيل، يمكن أن يشمل ذلك الحد من بناء المستوطنات مع الإبقاء على المستوطنات الحالية ولكن دون استيلاء على أرض جديدة، والالتزام بحل الدولتين، وإعادة تصميم أجزاء من الضفة الغربية لمنح الفلسطينيين مزيداً من السيطرة".
وأضاف "بالنسبة للفلسطينيين، يمكن أن يشمل ذلك استئناف التعاون الأمني الكامل مع إسرائيل، والوقوف على مزيد من الاعتراف الدولي، وإنهاء المدفوعات لأسر الفلسطينيين الأسرى"، كما ذكر التقرير أن الدول العربية، وخصوصاً السعودية ومصر والإمارات والأردن يمكن أن تضيف التزاماتها أيضاً، مثل منح التأشيرات والسماح للركاب الإسرائيليين بالطيران من وإلى إسرائيل عبر هذه الدةول، وتعزيز الاتصالات المتبادلة".
ولكن مسؤولاً في البيت الأبيض وصف هذه التفاصيل بأنها "مجرد تكهنات". وكانت إدارة ترامب اعتبرت أن اتفاق السلام الإسرائيلي الفلسطيني هو أولوية، مع التأكيد على أن المفاوضات ستستغرق وقتاً طويلاً وستوقف الانتقاد اللاذع للنشاط الاستيطاني الإسرائيلي.
وفي الشهر الماضي، قام كوشنر بزيارة سرية للمملكة العربية السعودية، وهي رابع زيارة للمنطقة في أقل من عام لبحث جهود السلام. كما سافر غرينبلات إلى المنطقة عدة مرات للقاء مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين ومصريين وأردنيين.
وكان ترامب قد أبعد نفسه عن موقف الإدارات السابقة الذي كان قائماً منذ عشرات السنين، وذلك من خلال دعمه لحل الدولتين، وقال أنه سيكون على الأطراف اتخاذ قرار بشأن نتيجة تسوية تفاوضية.
وفي أواخر الشهر الماضي، أصدر مسؤول كبير في البيت الأبيض بياناً مطولاً عن الجهود المستمرة التي تبذلها إدارة ترامب لاستئناف المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وجاء في البيان "كما ذكر الرئيس دونالد ترامب بوضوح، فهو ملتزم شخصيا بتحقيق اتفاق سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين من شأنه أن يساعد على الدخول في عهد من السلام والازدهار الاقليميين". وقبل بضعة أشهر، قام ترامب بتوجيه مستشاريه لمواصلة المناقشات مع الشركاء الإقليميين حول أفضل السبل لدعم جهود السلام.
وأكد البيان أن "المحادثات الإقليمية ستلعب دوراً هاماً"، مشدداً على أن السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين لا يمكن التفاوض عليه إلا بين الطرفين مباشرة وأن الولايات المتحدة ستواصل العمل بشكل وثيق مع الأطراف لتحقيق تقدم باتجاه ذلك الهدف. ولن يتم فرض أي اتفاق على الإسرائيليين والفلسطينيين. كما بين أن الإدارة الأمريكية ملتزمة بتسهيل صفقة تحسن الظروف لكلا الطرفين.
وكانت القناة الإسرائيلية الثانية أعلنت في 22 تشرين الأول/ أكتوبر أن البيت الأبيض قريب من الكشف عن "ترتيب إقليمي شامل". لكن مسؤولاً كبيراً في البيت الأبيض قال لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" في وقت لاحق أنه "لا توجد خطط وشيكة للكشف عن الخطوط العريضة للمحادثات". وانتشرت تقارير في الأشهر الأخيرة تقول أن إدارة ترمب تقوم بجمع اقتراحات تطالب كلاً من الإسرائيليين والفلسطينيين بالتوقف عن أي تحركات أحادية أو تحريضية قد تعرض جهود السلام للخطر.
وفي تصريحات نشرت الأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنَّ "مقاومة الحكومة الإسرائيلية لإقامة دولة فلسطينية من شأنه أن يقلل من احتمالات التوصل إلى اتفاق"، في الوقت الذي حذر فيه من أنَّ إسرائيل قد تواجه انتفاضة فلسطينية عنيفة في المستقبل إذا لم يتم إحراز أي تقدم في محادثات السلام.