الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

من الذي سنتذكره بعد رحيله مثل أبو عمار؟

2017-11-12 09:49:37 AM
من الذي سنتذكره بعد رحيله مثل أبو عمار؟
رولا سرحان

 

استطاع الشهيد الراحل ياسر عرفات أن يوحد الفلسطينيين المنقسمين على أنفسهم وهو ميت. كل الجماهير الغفيرة التي خرجت في قطاع غزة نهاية الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الحالي، بإمكانها أن تعكس هذه الفكرة بوضوح.

 

حشود غفيرة شاركت، لم تكن من فصيل فتح وحدها، رغم أنها كانت لها، وبتنظيمها، لأن هنالك فصائل أخرى شاركت وكانت معنية بالمشاركة ومواطنون شاركوا وكانوا معنيين بالمشاركة، حتى حركة حماس شاركت بطريقة أو بأخرى في إحياء ذكراه، حتى وان اقتصر الأمر على متابعة الجانب الأمني من الذكرى.

 

واقع الحال مرير للغاية، يشبه ابريق زيت يغلي على النار، ولا مهرة في فهم معنى انسكاب القدر فوق رأس الجميع.

 

الحشود التي خرجت، والتي هتفت احياء لذكرى أبو عمار، أرادت أن تقول للجميع أن ما من قيادة في الشارع توحدنا الآن وتستطيع إخراجنا بهذه الأعداد الكبيرة كما استطاع أبو عمار، وهذه معضلة النخبة السياسية في فلسطين، التي لم تعد قادرة على انجاب القيادة الكارزماتية، التي هي قادرة على أن تستحث الشارع لقول "لا" أو "نعم".

 

القيادات الحالية همشت أي قيادة محتملة، همشت دور الشباب، أضعفت من حضور المرأة، لم تدافع عن الحق في التداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات، استفادت من حالة الانقسام والتشرذم للشعب الفلسطيني، باتت تعيش كالطفيلية على  أموال الدول المانحة وأجنداتها التمويلية.

 

رغم أن الحشود الغفيرة التي خرجت تسر القلب، لكنها تعطينا الوجه الآخر للمأساة، لأنها تشكل صفعة لكل القيادات الحالية دون استثناء كي تراجع نفسها وتسألها وتجيب على السؤال بصراحة : هل سنذكر أيا منهم بعد رحيله بالطريقة نفسها؟ هل سيكون هنالك حشد لإحياء ذكرى أي منهم بنفس الأعداد والحب.

 

الجواب العفوي الأول: بالتأكيد، لا؟