الخميس  28 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

باقة الرئيس الفلسطيني في زفاف نجل مشعل خلاصة المصالحة/ بقلم: علاء الريماوي

2017-11-12 09:42:56 PM
باقة الرئيس الفلسطيني في زفاف نجل مشعل خلاصة المصالحة/ بقلم: علاء الريماوي
علاء الريماوي

 

بقلم: علاء الريماوي

 

كثرت في الشهر الماضي مناسبات اللقاء بين القيادات الفتحاوية والحمساوية، وتفنن الزملاء في الاعلام التقاط الصور للضحكات والرفع المشترك للأيادي في مظهر يبعث على تفاؤل قرب المصالحة الفلسطينية.

 

لكن أجمل تلك الصور لـ "باقة كبيرة من الزهور"، شاركت في حفل زواج نجل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس السابق السيد خالد مشعل، مقدمة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والتي تزامنت مع زيارة الأخير المملكة العربية السعودية.

 

الباقة تجاوزت في حضورها معنى المشاركة في الفرح، إلى شكل من أشكال المجاملة السياسية، في ظل بلادة الخطى نحو مصالحة، يتشكك الكثير من نجاح انعكاسها على المجتمع الفلسطيني.

 

أحد الشبان على مواقع التواصل الاجتماعي، لفت نظره حديث المجاملة بين حماس وفتح، وأبرزها تصريحات اللواء أبو نعيم لنظيره اللواء ماجد فرج قائلا" بدام الحب عايم، يا رب يطفح علينا" في إشارة للمواطن المنكوب، يواصل " لا إعادة للمفصولين من وظائفهم، ولا إعادة الرواتب للأسرى المقطوعة رواتبهم، ولا كهرباء في غزة، ولا مكنة العلاج ماضية(التحولايات)، ولا سلاسة في أعمال الحكومة على أرض غزة من قبل السلطة، بل تمحور حول حديث عن مستقبل غامض فيه تمتمات عن سلاح المقاومة، وشكل الأمن الفلسطيني، والأفق السياسي، وإعتراف في الكيان، وغيرها من تصريحات محبطة خلال الأيام الماضية".

 

غموض المستقبل، جاء على شكل ما بثه الإعلام الصهيوني، من مطالب أوروبية وأمريكية من السلطة وقف المصالحة مع حماس، ومطالب سعودية بقبول جهود الولايات المتحدة في إبران صفقة سياسية، تتجاوز قيام دولة فلسطينية حقيقية في المرحلة الحالية. في حوار النخب خلال الأيام الماضية نقاش، عن المصالحة، والتمكين، والحكومة، والاشتراطات الأمريكية، والطرف الذي يعطل المصالحة، ثم ينتهي بوجبة من الطعام، أو لمة من المجاملات السياسية، لم آخذ منه ة إلا قناعة بأن الحالة السياسية الفلسطينية ما هي إلا متجر لبيع العلاقات العامة، مع غرفة صفية لتفريغ الشحنات السلبية. الاستنتاج ليس عاطفيا على قارعة الطريق، بل هي معطيات وجب مناقشتها بوعي نقرنه بما يتوفر لنا من معلومات تفيد في بناء تصورات ذهنية عن مسار المصالحة وهي على النحو الآتي:

 

 أولا: مواصلة سياسة الأمن في الضفة الغربية ذات المنهج، مع الفصائل الفلسطينية، والنشطاء، مما يشير إلى أن المنطق لم يتغير في التعبئة والممارسة على الأرض . ثانيا: لم ينتج حتى الساعة شكل من أشكال النقاش عن حلحلة ملفات الضفة الغربية، بل لم تشكل لجنة واحدة للنظر فيها بشكل مشترك بين الجانبين.

 

ثالثا: غزة صاحبة الملفات الأكبر،وبرغم تسليم مقرات الحكومة والمضي في تنازل حماس عن إدارة الحكومة، لم ينتج عن هذا الواقع موقفا من الحكومة حده الأدنى التخفيف عن الناس في الملفات الحياتيه. رابعا: ملف الشراكة وقبولها كمنهج في إدارة العلاقات الداخلية، لم يشاهد حتى الساعة، بل وجدنا اشتراطا لتسلم بعض المؤسسات، إقصاء الآخر بشكل مطلق، مما قد يعطي تصورا عن تفاصيل عمل اللجان التي لم تعمل مكنتها بعد. خامسا: استحضار الاسطوانة القديمة في التصريحات، حكومة تعترف بالكيان، السلاح الواحد، والاتفاقات السابقة. خماسية التشاؤم وغيرها تأخذني إلى بعض من حديث الغرف المغلقة في التعاطي مع المصالحة وسرعة انجازها. أولا: مصر صاحبة اليد العليا في المصالحة، ما زالت توقن بأن غزة، في يد حماس مشكلة، لذلك تمارس من طرف خفي إدارة تخليص حماس ما أمكن من ملفات القوة بالمنطق الهادئ. ثانيا: فتح ترى بأن سياسة النفس الطويل مع حماس، يمكنها دفع الأخيرة، إلى تنازلات كبيرة، في ملفات القطاع، تتجاوز الخطوط الحمراء بسبب الضائقة التي هي فيها.

 

ثالثا: تركيب الحالة السياسية في المنطقة، ومسار المصالحة يمكنه تهذيب قطاع غزة بما يتناسب مع حركة السياسة الاقليمية. التفاؤل في الحالة السياسية أو التشاؤم، لا يمكن البناء عليه للنجاح في التوصل الى تصورات كلية. لذلك ما يمكن البناء عليه، لفهم نتائج حراك المنطقة الأخير، هي الجلسة المرتقبة للفصائل والتي ستحسم ملفات أهمها:

 

 أولا: جدية الموقف المصري تجاه شكل المصالحة التي يريد. ثانيا: موقف الفصائل الفلسطينية، من الحكومة والانتخابات، وتفصيل الكليات في الحالة الفلسطينية ومدى استعدادهم التخلي عن الحالة السلبية. ثالثا: أفق فتح ورؤيتها لشكل المصالحة، والتي باتت أكثر تحررا من الضغوط التي كانت عليها سابقا، بعد قبولها في الرسمي بنسختها الحالية.

 

رابعا: معالم التوجهات المختلفة من المصالحة، والتي يمكن استخلاصها من المواقف للاطراف سابقة الذكر. هذه الراكئز، تعول عليها حماس بحذر، لكن وبرغم التعويل، لا تراها صلبة، ولا أرى أن تعويل التقارب مع شخصيات خارج الإطار العام لفتح صلب، ولا الحراك المرتبط بحركة المحاور يمكنه حل المشاكل العامة في غزة، وإن كان يحسن ظروف الأوراق التي تملكها.

 

خلاصة الأمر: أزهار الرئيس عباس، وحديث المدح للواء ماجد فرج من قبل أبو نعيم، والابتسامات المقصودة في الصور، لا يجليها إلا منهجية التصريحات الرسمية المختلفة عن ملفات الخلاف الرئيسة، والمرتبطه بسلوك السلطة على الأرض. لتظل الحالة القائمة حذرة، هادئة في العلاقات العامة مع بعض باقات الزهر، قاسية مخيفة، بل وصاخبة على أرض الواقع، إلى مستوى ما قبل نقطة قريبة من الصفر، في حال ظل المسار القائم على حاله اليوم.