الحدث- وكالات
دون أن تقتصر حفلاتها على لون موسيقى خاص، ولا أن تستقر ألحانها على نمط فني محدد، تواصل فرق شبابية قادمة من دول شرق أوسطية وأخرى إفريقية تقديم عروضها المتنوعة ضمن فعاليات مهرجان "موسيقى بدون تأشيرة" المقام بالعاصمة المغربية الرباط، والتي تختتم مساء اليوم السبت.
منصة "موسيقى بدون تأشيرة" استقبلت مساء أمس الجمعة، فرقا تنتمي بعضها لصنف الروك الشبابي، وأخرى تؤدي وصلات غنائية من وحي الجاز الإفريقي، فيما أبدعت أخرى طربا أندلسيا أصيلا، على إيقاعات الفلاينكو الإسباني.
وأحيا فنان الروك الجزائري "كمال الحراشي" سهرة موسيقية، استعاد خلالها أغاني من سجل التراث الشعبي الجزائري، وأخرى بإيقاعات موسيقية حديثة مستوحاة من موسيقى الروك.
وينتمي الحراشي إلى عائلة فنية عريقة في الجزائر، حيث يعد والده دحمان الحراشي أحد أهم أعلام الغناء الشعبي في البلاد، ولم يحد هذا الفنان الشاب عن مسار والده، حيث حافظت أغانيه على المواضيع المُرتبطة بالهجرة والاغتراب والفقر والتهميش، وإن وضعها في قالب فني معاصر، يستلهمها من صنوف موسيقية حديثة كالروك، والموسيقى الإلكترونية، والهيب هوب وغيرها.
كما أدت فرقة "أبافوكي" من جنوب إفريقيا وصلات غنائية من وحي الجاز الإفريقي، حيث أمتعت هذه الفرقة المؤلفة من ثلاث شُبان قادمين من ضواحي مدينة "كيبتاون" جمهور المهرجان ونقلته إلى الأجواء الإفريقية الحماسية.
وأسس هؤلاء الشباب سنة 2001 فرقتهم الموسيقية، والتي يعني اسمها "أبافوكي" باللغة المحلية لجنوب إفريقيا "انهض"، وتقتبس أغانيها وألحانها من موسيقى الجاز العالمية وتدمجها بالموسيقى التراثية الإفريقية، مُستعملين في الوقت ذاته آلالات موسيقية تنتمي لأجيال فنية مختلفة، تعكس انفتاحهم على الموسيقى العالمية واحتفاظهم بصلات وصل قوية مع جذورهم الإفريقية.
وبعيدا عن أجواء الروك الصاخبة وكلمات أغانيه المثقلة بالاحتجاج والتمرد، وألحان الجاز وآهاتها، أدت فرقة "جلال شقارة" المغربية مزيجا فريدا من الموسيقى الأندلسية الأصيلة، وموسيقى الفلامينكو ذات الأصول القشتالية القديمة، تخللتها استعراض راقص، حيث تهادت راقصة بلباس غجري على غمات موسيقى الفلامينكو الإسبانية، مرفوقة بصيحات مغني إسباني يؤدي مواويل حزينة مصحوبا بعزف أندلسي مغربي.
ويُعد الفلامينكو أحد الصنوف الموسيقية الشهيرة في التراث الإسباني المحلي، المرتبطة بالقبائل الغجرية، التي أبدعت نساؤها بفساتينهن المزركشة، رقصاتها المميزة، وتجد هذه الموسيقى الإسبانية أصولها في الغناء والموسيقى الأندلسية برافديها العربي واليهودي، وفي الألحان القشتالية القديمة، والإيقاعات البزنطية الشرقية.
وبمشاركة 30 فرقة موسيقية من دول أفريقية وشرق أوسطية مختلفة، انطلقت الأربعاء الماضي فعاليات المنتدى الدولي الأول للموسيقى الأفريقية والشرق الأوسطية "موسيقى بدون تأشيرة" التي تختتم مساء اليوم السبت.
وتحيي فرق شابة تنتمي إلى مدارس فنية مختلفة العروض الموسيقية المقامة طوال أيام المنتدى، فيما يناقش باحثون وموسيقيون مغاربة وأجانب خلال ندوات تعقد على هامش المنتدى العلاقات الثقافية بين دول الجنوب.
ويقول القائمون على هذا الحدث الثقافي إنهم يسعون من خلاله إلى "خلق فضاء للقاء مهنيي الصناعة الموسيقية بالمغرب ودول الجنوب في أفريقيا، والعمل على بناء تصور جديد ومتطور لتسويق الفن الموسيقي الأفريقي والشرق الأوسطي".