الحدث- احمد بعلوشة
كان تدمير نفق الجهاد الإسلامي في قطاع غزة قبل أسبوعين قد خرق الهدوء المتوتر على الجبهة الجنوبية. وتأمل إسرائيل في أن تساعدها هذه العملية على استعادة الهدوء في المنطقة.
وواجهت حركة الجهاد الإسلامي ضربة قوية وفقدت العديد من العناصر عندما انهار النفق، وعرفت بذلك أن إسرائيل قد ابتكرت طريقة لتحييد تهديد النفق، كما تعتبر إسرائيل سلاح حماس والجهاد الإسلامي هدفاً أساسياً في أي حرب مستقبلية في غزة.
ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن الهدوء الحالي على الحدود خادع، وأنَّ الجهاد الإسلامي يحاول سحب أنفاسه ويخطط للانتقام عن طريق إطلاق صاروخ أو تنفيذ هجوم. كما يتجاهل المسؤولون في حركة الجهاد الإسلامي تحذيرات إسرائيل، ويطلقون التصريحات علناً أن الانتقام قادم.
وأرسل الجيش الإسرائيلي تحذيرات واضحة إلى حماس والجهاد الإسلامي بأنَّ إسرائيل مصممة على الحفاظ على سيادتها ولن تتسامح مع الحركتين. وفي الوقت نفسه، أشارت إسرائيل بوضوح إلى أنه لا مصلحة لها في تصعيد الأمن وأنها تريد الحفاظ على الهدوء النسبي على طول الحدود مع القطاع.
المشكلة هي أن الجهاد الإسلامي ليس مفتوحاً لأي نوع من الحوار أو التفاهم مع إسرائيل، وتعتمد بشكل كبير على جناحها العسكري سرايا القدس، وعلى عكس حماس أو حزب الله، فإنها لا تمتلك مؤسسات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية للتحدث عنها، وبالتالي فهي ليست بحاجة إلى حماية أي مؤسسات تابعة لها.
وبما أن الجهاد الإسلامي ليس مدعوما من السكان المحليين، فإنه لا يتعين عليه أن ينظر في رفاههم أو الاهتمام بعتابهم. وبعد حدوث أي شيء مع الجهاد الإسلامي، فإن سكان غزة سيوجهون كل غضبهم وشكواهم إلى حكام القطاع من حركة حماس.
ويقع مقر الجهاد الإسلامي في دمشق، حيث تم عزله وفصله عن الوضع على الأرض. ولكن هذا يعني أيضا أنها تكافح لفرض سلطتها على نشطائها في غزة. ونتيجة لذلك، أصبحت الجهاد الإسلامي أكثر من أي تنظيم آخر في غزة، وكيلاً إيرانيا يتبع تعليمات طهران ويدعم مصالحها بطريقة ترفضها حماس حتى الآن.
وهذا الأمر لا يبشر بالخير، إذ لا يمكن للمرء أن يتوقع أن تمارس جماعة مثل الجهاد الإسلامي أي نوع من أنواع ضبط النفس أو الاعتدال أو التقدير.
وهذا يترك الكرة في ملعب حماس. وعلى الرغم من التقارب البطيء بين الفصائل الفلسطينية المتنافسة، فإنَّ حماس تبقى حاكمة قطاع غزة. وعلى هذا النحو، قد يأمل البعض في أن تقرر الجهاد الإسلامي عدم الاستمرار بتهديداتها بمهاجمة إسرائيل، أو قد تظهر إسرائيل ضبط النفس وأن تحتوي أي هجوم، وبالتالي تمنع التصعيد.
ولا يسعنا إلا أن نأمل أن تحذيرات إسرائيل ستجعل حماس تفهم أنها يجب أن تكبح جماح الجهاد الإسلامي كما فعلت في الماضي، قبل أن يؤدي التصعيد إلى كارثة في غزة. ولكن حتى لو لم تهاجم حركة الجهاد الإسلامي إسرائيل في المستقبل القريب. فإنَّ الجميع يعلم بأنَّ الصراع القادم هو مجرد مسألة وقت لا أكثر.
المصدر | اسرائيل هايوم