ترجمة الحدث- أحمد ابو ليلى
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالا للمحمل السياسي زيئيف بارئيل حول العلاقة السعودية الإسرائيلية.
التحليل المترجم كان على النحو التالي:
ليس لدى إسرائيل حليف أفضل من المملكة العربية السعودية، وهي تحارب حزب الله وأطاحت برئيس الوزراء اللبناني الذي عاش في سلام مع تلك المنظمة لمدة عام. وليس هناك بلد آخر في العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، يتصرف بحزم من هذا القبيل ضد إيران. حتى السعودية ذهبت إلى حرب في اليمن، وليس لأجل اليمنيين، بقدر ما يتعلق الأمر بالرياض قد يموت من المجاعة، ولكن لمنع نفوذ إيران.
وقد حذرت السعودية حماس من تجديد علاقاتها مع طهران وهي تضغط على واشنطن للخروج من غيبوبتها والعمل ضد التهديد الايراني.
ويبدو أن المملكة العربية السعودية ستكون سعيدة بأن تنضم إسرائيل إلى "المحور السني". وكان جيدا لولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن يتجرأ على التخلص من العديد من الوزراء في معركته ضد الفساد، ولا يخشى مواجهة الدين السعودي الأوليغارشية.
المملكة العربية السعودية هي حلم الدولة اليهودية. إن تصرفاتها تجاه إيران تجعل من الحد الأدنى من البديهية وراء الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية، وهي أن جميع الدول العربية تسعى إلى تدميرها، ولكن في المقابل تعزز السعودية وضع إيران كعدو نهائي.
يمكن للمرء أن يتوقع أن مثل هذا التحالف مع السلطة العربية التي تتفق مع إسرائيل بشأن عدوها الأكبر سوف تتطلب بعض النظر الجاد للمصالح السعودية في الساحة الإسرائيلية الفلسطينية. على سبيل المثال، لإحياء مبادرة السلام السعودية التي تدعو إلى التطبيع العربي مع إسرائيل مقابل الانسحاب من الأراضي. ولن يحدث أي ضرر إذا قامت إسرائيل ببادرة تجاه المملكة وعرضت أن تبدأ التفاوض مع الفلسطينيين على أساس تلك المبادرة، بل ودعوة الرياض للتوسط.
ولن يكون من المعقول محاولة تشكيل تحالف عربي يتكون من مصر والأردن والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية لهذا الغرض. بعد كل شيء، لم يفشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبدا في التباهي بنوعية العلاقات التي تمكنه (بطبيعة الحال) من التطور مع الدول العربية، حتى تلك التي ليس لها معاهدة سلام مع إسرائيل. ويعمل التحالف مع مصر بشكل جيد على طول الحدود الجنوبية، وهناك تعاون هادئ وممتاز مع الأردن، في حين أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة مؤخرا شريكا صامتا. وعلى وجه ذلك، لا يمكن أن يكون هناك مزيج أفضل لدولة إسرائيل.
المشكلة هي أنه حتى تحالف المصالح مع المملكة العربية السعودية لديه عيب مميت. فهو يتطلب أن تدفع إسرائيل ثمنا سياسيا أكثر من اللازم. وتعتقد إسرائيل أنه مسموح لها بالتعاون مع الدول العربية ضد أعداء مشتركين، ولكن ليس في مقابل فرصة للسلام الحقيقي. إن الفوائد الأمنية والاقتصادية الهائلة التي يمكن أن تستمد من عملية دبلوماسية تشارك فيها الدول العربية المناهضة لإيران تبدو بلا جدوى في نظر إسرائيل. وهي تفضل دفع التكاليف الاقتصادية والأمنية لرعاية نصف مليون مستوطن، ناهيك عن انهيار الديمقراطية الإسرائيلية. تحالف مع السعودية أو دول عربية أخرى؟ فقط إذا كان مجانا.
وهكذا، في حين أن إسرائيل تهتف عندما يتم إطلاق صاروخ باليستي من اليمن على العاصمة السعودية، وتحتفل باستقالة / إبعاد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، لأنها تعتبر كل ذلك من الحوافز لتكثيف النضال ضد إيران، لكن كل ذلك شائك عندما يذكر أحدهم مبادرة السلام السعودية. وتفترض إسرائيل أن العدو المشترك سيجعل المملكة وغيرها من الدول العربية تنسى أن الأمر السيء يتمثل في عملية السلام.
في السنوات السبع التي مرت منذ الربيع العربي والسنوات الثلاث منذ سيطرة الدولة الإسلامية على الأراضي في سوريا والعراق، التحالفات والائتلافات في الشرق الأوسط تحولت مثل الألوان في مشكاة. إن أولئك الذين يعرفون كيفية استغلال الفرص، مثل روسيا وإيران وتركيا، سيحصلون على رأس المال الدبلوماسي. وتكمن هذه الفرصة الآن أمام إسرائيل. لكن إسرائيل تعلمت الدرس الفلسطيني جيدا. فإنه لا يفوت فرصة لتفوت فرصة.