الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | الطائرات ستسقط والحرب ستكون حاسمة والسعودية دعمت إسرائيل

2017-11-16 09:46:41 AM
ترجمة الحدث | الطائرات ستسقط والحرب ستكون حاسمة والسعودية دعمت إسرائيل
حزب الله

 

الحدث ــ محمد بدر

 

نشرت القناة الإسرائيلية الأولى تحليلا عن التوتر الشديد بين إيران والسعودية وما إذا كان سيقود هذا التوتر لحرب، الذي ترجمته "الحدث"، جاء فيه:

 

المملكة العربية السعودية وإيران في طريقهما إلى الحرب، على الأقل هكذا  يبدو. عمليات الإعتقال الأخيرة في المملكة العربية السعودية، وزعم المملكة أن صاروخ إيراني أطلق من اليمن وتم اعتراضه، كلها بوادر وملامح حرب، وتبقى الحقيقة الواضحة أن السعودية تخشى زيادة الهيمنة الإيرانية والذي يعتبر بالنسبة للملكة نفوذ قاتل.

 

الحرب بين البلدين يمكن أن تبدأ في أي مكان في المنطقة، ليس شرطا أن تكون مباشرة، بما في ذلك  في منطقة الخليج، ولكن يبدو أن لبنان سيكون خط الصدع. استقال رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بعد مزاعم تتعلق بالتدخل الإيراني في البلاد. المملكة العربية السعودية تتهم حزب الله بإعلان الحرب ضدها. إسرائيل أيضا ضمن اللعبة، وعندما يكون الحديث عن توسع النشاط الإيراني في المنطقة، وقوة حزب الله. فإنه ليس من الغريب الحديث من مصادر مختلفة أن إسرائيل تتعاون مع المملكة العربية السعودية ضد توسيع النفوذ الإيراني. مخاوف حكومتي إسرائيل والسعودية ضد إيران تجد آذان متعاطفة في إدارة ترامب.  ترامب لا يهدد فقط بإلغاء الاتفاق النووي مع إيران، لكنه أكد أيضا على أهمية العمل ضد النفوذ الإقليمي لإيران

 

يمكن لمشاكل المملكة العربية السعودية في اليمن أن تأخذها إلى عمل عسكري ضد إيران،  بيد أن الحرب ضد إيران تنطوي على مخاطر كبيرة، ومن غير المرجح أن تضر بقوة إيران الإقليمية، على العكس من الممكن أن يجلب الموقف المعادي لإيران من قبل إسرائيل والولايات المتحدة والسعودية  مصالح لإيران في المنطقة وقد يغرق المنطقة كلها في حرب.

 

وقد فشلت سياسة المملكة العربية السعودية تجاه إيران، تمكنت إيران من إنقاذ نظام بشار الأسد في سوريا، ولتزال تدعم الحوثيين في اليمن والتنظيمات الشيعية في العراق ، وتمثل قوة رئيسية في الحرب ضد داعش. لذلك يبدو أن السعودية ستختار مهاجمة إيران عبر لبنان. وقد عكس التحالف بين الحريري وحزب الله النفوذ الإيراني في لبنان، والآن بعد أن أصبح الحريريليس جزءا من  الصورة، يمكن للمملكة العربية السعودية ممارسة ضغوط سياسية واقتصادية على لبنان. إذا رغبت في ذلك، يمكن لإسرائيل أن تعمل هجمات في نفس الوقت ضد قواعد حزب الله الصاروخية، التي تتلقى دعما من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة

 

إن مثل هذه الحرب لا تضع إسرائيل على خط المواجهة فحسب، بل يمكن أن تنتشر أيضا في منطقة الخليج، ومن شأن الحرب بين إيران والمملكة العربية السعودية أن تضر بشدة بالاقتصاد وتؤثر على إمدادات النفط العالمية وتؤدي إلى ركود. يبدو مستحيلا، ولكن المفاوضات بين إيران والمملكة العربية السعودية فقط يمكن أن تهدأ الأمور، أو أن العالم كله سوف يعاني.

 

حزب الله تحسبا لأي حرب قد يسحب قواته من سوريا ويضعها في حالة تأهب على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وبحسب تقديرات المستوى العسكري في إسرائيل فإن حزب الله سيسقط طائرات في أي حرب مقبلة.

 

والخطر الذي قد يتعرض له الحزب في حال نشوب حرب، أن حربا أخرى يمكن أن تشتعل بسهولة، حربا إثنية في لبنان. وبالإضافة إلى ذلك، أعلنت إسرائيل في الماضي أنه في أي حرب مستقبلية ضد حزب الله، ستتعرض للمؤسسات الأساسية اللبنانية بالهجوم. ومن شأن هذه الخطوة أن تضر بالمدنيين اللبنانيين وأن تؤثر على الرأي العام المحلي فيما يتعلق بالحرب. ومع ذلك، فإن حزب الله في جنوب لبنان يرى أنه لا يمكن منع الحرب من خلال الدوبولوماسية وأن الحرب القادمة يجب أن تكون حاسمة.

 

ولكن هناك ساحة معركة أخرى، معركة ليست بين جيش وجيش، بل صراع معقد يحتوي على عوامل كثيرة، منها العامل الاقتصادي. من خلال هذا العامل، يمكن للمملكة العربية السعودية بالفعل ضرب الاقتصاد الضعيف في لبنان، وبالتالي إضعاف حزب الله وإيران في لبنان

 

لقد أثرت الحرب الأهلية اللبنانية، التي انتهت في عام 1990، على اقتصاد البلاد وتؤثر عليه حتى يومنا هذا. واليوم، تبلغ نسبة الدين إلى الناتج القومي في لبنان 148٪، ومن المتوقع أن ترتفع إلى 160٪. الوضع الاقليمي يؤثر على الاستثمارات الأجنبية، والتصنيف الائتماني لبنان ، وهذا يعني أن الوضع الاقتصادي في لبنان يترنح بشكل ملحوظ. ويضاف إلى ذلك اللاجئون السوريون الذين وصلوا لبنان.

 

المملكة العربية السعودية تعمل الآن ضد الاقتصاد اللبناني في ثلاثة قطاعات: العمال الأجانب، والقطاع المالي والسياحة. حوالي 15 مليون لبناني يعيشون في الخارج، الأمر الذي يؤثر على وجه التحديد إيجابا على اقتصاد البلد ويساهم بنسبة 16٪ من الناتج المحلي الإجمالي في لبنان، وفي عام 2016  كان حجم إنتاج العمالة اللبنانية في الخليج 7.2 مليار دولار، 400000  من العمال اللبنانيين في منطقة الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية، وهي المصدر الرئيسي للتحويلات من الخارج للداخل. كم أن قطاع السياحة قد يتضرر وهو قطاع مهم للدخل اللبناني.

 

لن يؤثر النشاط السعودي ضد الاقتصاد اللبناني على حزب الله فحسب، بل سيؤثر على جميع الفئاتفي لبنان. ويبدو أن الاستراتيجية السعودية مستمدة من الاستراتيجية الإسرائيلية للحرب ضد حزب الله. وفقا لهذه الاستراتيجية، لا يمكن فصل المؤسسة الرسمية اللبنانية عن حزب الله، وبالتالي فإن الحرب القادمة سوفيتم ضرب المؤسسات إلى جانب مواقع حزب الله

 

وفي نهاية الأسبوع الماضي، أصيب خط أنابيب نفط من البحرين، يأتي من المملكة العربية السعودية. ولم يصب أحد  في الانفجار الذى أصاب السيارات والمباني المجاورة. ولم يعلن أحد مسؤوليته عن الحادث الذي ادعت الحكومة البحرينية انه حادث متعمد وشارت الى إيران بالاتهام.

 

وقع الانفجار فى قرية بورى الشيعية فى منطقة خط انابيب النفط فوق الارض. في المنطقة هناك توتر بين المواطنين الشيعة والحكم السني، توتر يؤدي في كثير من الأحيان إلى مواجهات عنيفة. ولذلك، فإن السلطات في البحرين في مأزق. ويجب أن يتفاعلوا مع الحدث دون إثارة أي مشاكل من شأنها أن تؤثر على الأحداث الدولية. كما أن الولايات المتحدة غير مهتمة بالتوتر مع الرغم من وجود أسطولها الخامس هناك، ولكنها قد تنتبه لذلك لاحقا.

 

كل هذه الأحداث تجري في ظل عدم وضوح السياسية الخارجية الأمريكية، وزيادة التناقضات داخل المؤسسة الأمريكية.