بقلم: سالي عابد
ما الذي أدركه عضو المكتب السياسي وقائد حركة حماس في قطاع غزة يحي السنوار بعد رجوعه من زيارته الأخيرة لجمهورية مصر العربية؟ ، تغييرا جذريا طرأ على فكر هذا الرجل ، الاهتمام الكبير الذي أولاه لفئة الشباب وإيجاد ساعات من وقته للحوار معهم ، انخراطه في العمل المجتمعي وتنظيم بعض الندوات مع المؤسسات الفاعلة لنشر الوعي لما يدور على الساحة الفلسطينية ، استيعابه للعديد من التساؤلات والانتقادات التي توجه على وجه الخصوص لحركة حماس وحكومة الأمر الواقع في غزة.
لين ومرونة لم تشهدها هذه الحركة الحمساوية من قبل ، لدرجة أن السنوار أصبح علامة الاستفهام الكبرى للعديد من المفكرين والإعلاميين ، وبدأت التكهنات وحالة من الجدال لا تجد من يرد صوابها ، هو لم يقل ماذا علم وعرف وابلغ ، هو جاء بثوب الحل الذي ينسجم مع متطلبات الشارع الفلسطيني، وبدأ بورقة المصالحة واستعداد حركته لتقديم أي شيء لإنقاذ الوضع الفلسطيني على حد قوله وبداية فعله.
الشيطان يكمن في التفاصيل ، مخاوف كثيرة تنتاب الفصائل و الشارع الفلسطيني من الاجتماع المرتقب في القاهرة ، الغريب في الأمر لماذا هذا الخوف؟ الكل يؤكد بأنهم ذاهبون لإتمام ملف المصالحة ومناقشة القضايا العالقة ،وهناك من يسبقهم هو اتفاق القاهرة عام 2011 ، إذا ما هو المطلوب في هذه المرحلة ؟ وعلى ماذا سيتم النقاش ؟، وما هي الخطوط الحمراء التي تخشى الفصائل الفلسطينية الخوض فيها؟، فنعود من جديد بخفي حنين وللمربع الأول من حيث انقسمنا.
لأول مرة تدعو حركة حماس " السنوار" الفلسطينيين النزول للشارع ، للضغط على الفصائل لإنجاح المصالحة في الاجتماع المرتقب في القاهرة في 21 ، 22 تشرين الثاني، ويقول السنوار بان على الجماهير الفلسطينية أن تخرج للشوارع في غزة والضفة والمخيمات وتهتف بالا تعودوا من القاهرة إلا بتنفيذ اتفاقية عام 2011، ما دمتم اتفقتم وهناك مرجعيات للاتفاقيات فلماذا انتم ذاهبون ؟ ولماذا لا تخرج هذه الجماهير الآن لدرء كل مفاسد عدم تطبيق ما تم الاتفاق عليه؟.
هو عرف العصا السحرية ، وأيقن بان هناك ذراع غائب عن ملفات المصالحة الفلسطينية ، ويخشى أن ينهض هذا المارد من تحت سنوات القهر والظلم ، فيقلب الطاولة على الجميع ، وعندها ربما تكون النتائج لا تحمد عقباها ، هو أدرك بان الطوفان قادم قادم لا محالة ، فعمل بالمثل القائل " بكل المراكب ولا تنبل سفينتي"، الشارع الفلسطيني لازال يلتفه الصمت ويتوشح بالانتظار ... ، السنوار رمى العصا أمام الشارع ... فمن يلتقطها؟.