الأحد  29 كانون الأول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة الحدث | صفقة القرن يطلق عليها "وثيقة جيسون"

2017-11-17 08:58:43 AM
متابعة الحدث | صفقة القرن يطلق عليها
ترامب ونتنياهو

 

الحدث- عصمت منصور

 

في اروقة الكنيست يطلقون على صفقة القرن اسم وثيقة "جيسون" نسبة للمبعوث الخاص للرئيس ترامب للشرق الاوسط الذي تحول في العام الاول من حكم ترامب الى ضيف دائم في مكتب نتنياهو.

 

وهي أحد أكبر الاسرار الذي يشغل رام الله وتل ابيب وواشنطن يطبخ الان في البيت الأبيض حيث يحاول طاقم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبالتزامن مع احتفاله بمرور عام على تسلمه لمهامه طرح صفقة القرن لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

 

الصفقة تنسج بسرية تامه ويقوم ببلورتها الطاقم المقرب جدا من الرئيس الأمريكي لحل الآزمة التي فشل كثيرون من قبل بحلها، وذلك وفق ما نشره موقع واللا الإسرائيلي.

 

مصدر سياسي قال للموقع ان تفاصيل الصفقة غامضة وغير معروفة للطرفين بخلاف الفترات السابقة التي كانوا فيها يمتلكون حق الاقتراح والتعديل والقاء نظرة على التفاصيل.

 

الموعد النهائي الذي كان يحوم في الأفق وهو نهاية العام أصبح الآن وفق ما نشرته نيويورك تايمز الربع الاول من العام القادم ليبقى سؤال مضمون وبنود الصفقة هو الشاغل الأساسي لائتلاف اليمين الذي يحيط بنتنياهو لان اللحظة التي ستوضع فيها الصفقة على الطاولة وتكشف تفاصيلها ستعتبر نقطة التحول الكبرى في الائتلاف الحكومي.

 

جايسون جرينبلات هو ضلع واحد من المثلث المطلع على اسرار صياغة صفقة القرن لان هناك جراد كوشنير صهر الرئيس والسفير الأمريكي في إسرائيلي ديفيد فريدمان ونائب مستشار الامن القومي دينا باول والذين قضوا وقتا ليس بالقصير في السعودية وزاروا معظم دول الشرق الاوسط بهدف جمع المواقف من نتنياهو وأبو مازن والسعودية ومصر والأردن واخرين.

 

الان وصل الفريق المصغر الى لحظة الحسم للانتقال الى مرحلة جديدة بعد ان قاموا بجمع كل الاوراق من كل الأطراف فان المطلوب منهم ان يقدموا للرئيس ورقة واحدة تعالج قضايا الصراع الجوهرية.

 

نتنياهو قال لمقربيه في أكثر من مناسبة انه مستعد للحظة التاريخية التي تعرض فيها الوثيقة مع انه لا يعرف أي شيء عن تفاصيلها.

 

هناك عوامل كثيرة تجعله يشعر بالارتياح منها ان هذه الإدارة برئاسة ترامب هي الأكثر توددا لإسرائيل بالإضافة الى ان السفير الأمريكي في إسرائيل صديق للمستوطنين والجمهوريين يستندون لقاعدة من مناصري إسرائيل التقليديين المتعصبين وأيضا ان البيت الأبيض مفتوح امام نتنياهو ومبعوثيه في أي وقت.

 

وزير كبير في الليكود قال ان هذه الوثيقة ستكون الأكثر قربا من المواقف الإسرائيلية على الاطلاق وستضمن عدم الاقتراب من الخطوط الحمراء التي يؤمن بها نتنياهو مثل غور الأردن واخلاء المستوطنات والعلاقة مع مصر والسعودية والعرب في إطار التحالف ضد إيران وحماس وهو ما يجعل العملية إقليمية وليست ثنائية.

 

 نتنياهو نفسه عرض البحث عن صيغ ونماذج جديدة للحل ولشكل السيادة للدولة الفلسطينية وهو يأمل ان تتبنى الإدارة الامريكية في وثيقتها هذا التصور.

 

مكتب نتنياهو ومقربيه وأعضاء الائتلاف اليميني يدركون ان هذا وجه واحد للعملة فقط لان مبعوثي ترامب محترفين ويعرفون شروط انجاز صفقة مثالية تشمل لاعبين اخرين لهم أيضا خطوطهم الحمراء وان أي وثيقة يجب ان تأخذ بالاعتبار مطالب الفلسطينيين والدول العربية لتحفيز الطرف الاخر وهو ما سيتطلب تنازلات من إسرائيل حتما على المستوى الإعلاني وعلى الأرض أيضا.

 

الوثيقة الامريكية ستتسبب بهزة عنيفة وسيجد نتنياهو نفسة هو وائتلافه مطالب باتخاذ قرارات حاسمة لان قول لا سيعتبر قرارا وعدم الرد قرار وجدول الاعمال السياسي الجديد سيضع الجميع على شجرة عالية وسيختار كل طرف أي غصن سيقطع واي الأشجار يمكن حرقها وفق تعبير مسؤول كبير والذي اعتبر ان هذه ستكون لحظة الاختبار الحقيقية لائتلاف نتنياهو.

 

مسؤول في حزب الليكود قال انه عند عرض الوثيقة فان نتنياهو لن يستطيع ان يقول لترامب لا ولن يستطيع مواجهة الإدارة الامريكية وهو يعكس ما قاله رئيس المعارضة هرتسوج في الكنيست ان نتنياهو يمتنع عن اتخاذ أي خطوة تجاه الفلسطينيين بسبب نفتالي بينت الذي تحول الى لاعب رئيسي في هذه الفترة ومعارضته الشديد للوثيقة الامريكية هي التي ستؤدي الى هزة في الحكومة.

 

الاختيار سيكون بيد نتنياهو الذي سيفاضل بين قاعدته اليمينية التي لن تمكنه من التحرك للأمام وبين البيت الأبيض الدافئ والودود وكل قرار سيتخذه سيعني مواجهة هنا او هناك.

 

الامريكان يدللون نتنياهو الان ولكن هو يعرف أكثر من غيره انه لا توجد هدايا مجانية وسيجد نفسه مضطرا للتضحية بنفتالي بينت او ترامب وهذا سيقوده الى الذهاب للانتخابات.

 

كلمة الانتخابات تحوم في الأجواء وتتردد في أروقة الكنيست وداخل الائتلاف في الأسابيع الأخيرة خصوصا مع تزايد شبهات الفساد واقترابها من عنق نتنياهو والخلافات التي لا تنتهي مع شركاءه في الحكومة.

 

الفرق بين المتفائلين والمتشائمين في موضوع الانتخابات وموعد تبكيرها يتراوح بين عام وعام ونصف وهو ما يعني ان القرار حتمي ولكن توقيته يبقى بيد شخص واحد هو نتنياهو.

 

جدول مبعوثي ترامب الزمني لعرض وثيقتهم يتزامن مع جدول المحققين في قضايا الفساد وهذا يلعب الان بشكل طريف لصالح نتنياهو لأنه ومع تزايد الضغط السياسي عليه ستنشر توصيات الشرطة التي ستتطلب حسم المستشار القضائي ان كان هناك مكان للائحة اتهام ام لا وهو ما سيشكل المبرر المثالي للهروب نحو الانتخابات.

 

هناك نظرية شائعة في إسرائيل هذه الايام تقول ان نتنياهو يخطط لانتخابات في شهر 5 القادم بعد الانتهاء من احتفالات إسرائيل بعيدها ال 70 من اجل استثمار زيارة الوفود الرفيعة في حملته الانتخابية والتدليل على نجاح سياسته الخارجية.

 

الشيطان يكمن في التفاصيل ومن المؤكد ان وثيقة مبعوثي ترامب ستحدث هزه عنيفة في إسرائيل حيث سيزداد الضغط السياسي ما بين قضايا الفساد وشركائه والوثيقة سيجد ان أفضل الطرق لتبرير فرط ائتلافه هو وثيقة "جيسون" التي ستفجره من الداخل وبالتالي الاضطرار الى الذهاب للانتخابات.

 

بالمقابل فان الازمة في الائتلاف حول السلام ستشكل مخرج امن له امام الإدارة الصديقة في البيت الأبيض التي سيقنعها انه لا يستطيع بهذا الائتلاف ان يصادق على وثيقتهم وان لا مناص من الذهاب الى الانتخابات وطلب تأجل عرضها عدة شهور أخرى.