ترجمة الحدث- احمد بعلوشة
نشرت صحيفة جيروساليم بوست مقالاً لإفرام إنبار، وهو رئيس معهد القدس للدراسات الاستراتيجية الإسرائيلية. وجاء في المقال ما يلي:
عزيزي السيد نتنياهو، كما تعلمون، فإن أصوات داخل وخارج الجيش الإسرائيلي تدعو إلى تنفيذ "خطة مارشال" والتي تتمثل في هذه الحالة بتحسين الظروف المعيشية في غزة من خلال مشاركة دولية. وهم يعتقدون أن تحسن اقتصاد غزة سيقلل من العنف المناهض لإسرائيل، في حين أن المزيد من التدهور الاقتصادي في غزة سوف يسرع من عملية التطرف مما يؤدي إلى وجود عناصر أكثر تطرفاً من حركة حماس.
يقول كاتب المقال إن هذا المنطق فيه خلل في مجموعة من الحسابات.
أولها أن الاعتقاد بأن الفقر يؤدي إلى الإرهاب هو أسطورة ليبرالية لا أساس لها. ولم تكن هناك صلة مؤكدة بين مستوى معيشة المرء والعنف السياسي أو الإرهاب. فالبلدان الفقيرة، مثل الهند، تنتج القليل من التطرف. وعندما بدأت الانتفاضة الفلسطينية الثانية في عام 2000، كان الوضع الاقتصادي الفلسطيني في تقدم قبلها.
ثانياً: الاعتقاد بأن زيادة ثراء المدنيين في غزة سيجعل هناك اعتدال في القيادة العسكرية لحماس هو اعتقاد ساذج. ومن غير المحتمل أن تتأثر الأيدلوجيا الراديكالية والحماسة الدينية بثروة المدنيين العزل. في النظم الديكتاتورية، يبقى رجال البنادق فقط هم من يقررون وقت إطلاق النار، خاصة وأن الدكتاتوريين في الشرق الأوسط لا يخشون قتل خصومهم.
ثالثاً: المساعدات الاقتصادية الضخمة لقطاع غزة هي مرادفة لدعم عدو إسرائيل المرير، الذي يسعى إلى تدمير إسرائيل. هل كان الغرب ينظر في أي وقت مضى في منح المساعدات الاقتصادية للدولة الإسلامية "داعش" خوفاً من مزيد من التطرف؟ حماس هي فرع من جماعة الإخوان المسلمين. لن يهزم الإسلام الراديكالي إلا عندما يدرك هؤلاء الناس أن التطرف يؤدي إلى المعاناة وليس إلى الوصول إلى ما يطمحون إليه.
رابعاً: حماس الضعيفة هي في مصلحة إسرائيل. وهذا هو أيضاً رغبة مصر والسلطة الفلسطينية. إن ضعف حماس يشكل تهديداً أقل لإسرائيل وكذلك السلطة الفلسطينية. كما أن حماس الضعيفة ستكون أكثر عرضة للضغط المصري من أجل الحد من المساعدة للمتمردين الإسلاميين في سيناء.
خامساً: من ناحية أخرى، فإن أن تعزيز لحركة حماس سيأتي على حساب السلطة الفلسطينية. وعلى الرغم من أن السلطة ليست شريك حقيقي للسلام مع إسلاائيل، إلا أنها مع ذلك شريك أقل عدوانية وأكثر ملاءمة للتعايش المتوتر.
سادساً: نضال إسرائيل ضد السعي الإيراني من أجل الهيمنة في الشرق الأوسط سوف تقوضه سياسة إسرائيلية تحافظ على نظام حركة حماس.
وبعد كل شيء، تتعاون حماس بشكل وثيق مع طهران. أما المملكة العربية السعودية وحلفاؤها في المعسكل السني "المعتدل" يكرهون الإخوان المسلمين ويكرهون حماس.
وتخشى هذه البلدان من التعدي على إيران. ولن تتحسن العلاقات مع هذه البلدان من خلال حملة لمساعدة غزة. وباختصار فإنَّ المساعدات لحماس تقوي موقف الإسلام الراديكالي في الشرق الأوسط فقط.
السيد رئيس الوزراء. إن مفهوم خطة مارشال هو مضلل وذو نتائج عكسية. وينبغي أن تلتزم إسرائيل بنهجها طويل الأمد المتمثل في استخدام العصا والجزرة في الساحة الفلسطينية؛ وهي سياسة حققت نجاحات مثيرة للإعجاب على مر السنين، على الرغم من أن التوازن دائماً حساس ومحفوف بعدم اليقين. وفي حين أن إسرائيل ليست مهتمة بإحداثا كارثة إنسانية في غزة، فإنَّ اقتراح تنفيذ خطة مارشال يضعف بوضوح التوازن المفيد بين العقاب والحوافز.