الحدث ــ محمد بدر
نشرت مجلة "إسرائيل ديفنس" التي تعنى بالمسائل الأمنية والعسكرية في إسرائيل تقريرا عن ما أسمته حرب الكلمات أو ما يعرف بالحرب النفسية، والذي ترجمته الحدث، فيما يلي نص التقرير:
تمحورت تصريحات إسرائيل بالفترة الأخيرة بأنها ستحارب الوجدود الإيراني في سوريا وإمكانية الانتقام من قبل الجهاد الإسلامي على مستوى عال من التشدد. والسؤال ماذا يكمن وراء الكواليس من الخلافات اللفظية؟
ومنذ وقت ليس ببعيد كان هناك الكثير من الحروب الكلامية هذا الأسبوع بخصوص وجود إيران على الأراضي السورية وأيضا احتمال قيام حركة الجهاد الإسلامي بالانتقام لمقتل أفرادها الذين قتلتهم إسرائيل في النفق.
وزير الدفاع صرح أن مصلحة إسرائيل هي المحدد الرئيسي للعمل في الأراضي السورية وأن إسرائيل غير ملزمة بأي اتفاق. كانت نبرة حديثه أيضا مرتفعة.
إن زيارات قادة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية يعكس حقيقة واحدة وهي أن هذه الجبهة تشكل تحدّ كبير لاسرائيل، تحدّ من حزب الله اللبناني وإمكانية تفريغه للضغط والاحتقان الداخلي اللبناني على حساب إسرائيل، وكذلك الوجود المتقدم للإيرانيين في سوريا والذي قد يشكّل خطورة بالغة على إسرائيل خاصة إذا ما هاجمت منشآت نووية في إيران.
والخوف الكبير هو أن إيران ستنقل في المستقبل إلى سوريا بطاريات الدفاع الجوي المتقدمة والصواريخ المتقدمة إلى البحر، الأمر الذي سيؤثر على حرية الملاحة والطيران. وهذا لن يكون سوى بداية حرب صاروخية ضخمة.
وراء الكواليس من إعلانات الحرب في الميكروفونات هي الاتصالات السياسية العالمية التي تهدف إلى منع إيران من تقوية نفسها في لبنان. وقد بذلت إسرائيل جهودا هائلة في واشنطن لتحذير الولايات المتحدة من الخطر وأن الوجود الإيراني يهدد ليس فقط إسرائيل وإنما الأردن أيضا، ولكن الولايات المتحدة غير مهتمة تماما في سوريا.
من سيسيطر على سوريا بعد انتصار بشار الأسد في الحرب الأهلية هو روسيا، والروس بشكل كبير تكمن مصلحتهم في التوافق مع إيران في الموضوع السوري.
هل يمكن أن يتجه التصعيد في الشمال من الكلمات إلى الصواريخ؟ على الرغم من تهديدات جميع اللاعبين (إيران تفهم أيضا في مجال الحرب المعرفية) أن لا طرف لديه مصلحة حقيقية في أن يجر إلى الحرب، والمشكلة هي أن كل تصعيد له ديناميكياته الخاصة، والحروب تنشب أيضا بسبب الفهم الخاطئ للعدو، ولذلك، فإن الوضع متقلب جدا.
وقد شوهد هذا التحرك في الساحة الأخرى، في مواجهة الجهاد الإسلامي (الذي يتلقى أمواله وعتاده من طهران)، وفي هذه الساحة بدأت حرب كلامية ونفسية توجت بتوجيه منسق أعمال الحكومة في المناطق يوأف مردخاي حديثا إلى قادة الجهاد الإسلامي حذرهم من خلاله من مغبة القيام بأي عمل ضد إسرائيل وأن إسرائيل تتابع ما يخطط له الجهاد الإسلامي وأنه يلعب بالنار.
وحدات كاملة تشارك في الحرب النفسية (حرب المعلومات، المصطلحات العسكرية المنقحة) ضمن جهود تشكل جزءا لا يتجزأ من الجهود الرامية إلى منع هجوم انتقامي للجهاد بعد استشهاد 12 من رجاله انفجار نفق الشهر الماضي.
ومن ناحية أخرى، تتعرض حركة الجهاد الإسلامي لضغوط علنية للرد على الهجوم، فضلا عن الضغط من حماس ومصر من أجل عدم الرد، حتى لا تتعرض المصالحة لمخاطر تخلقها معطيات الرد.
إسرائيل لديها قلق كبير من هجوم صاروخي قد تشنه الجهاد، واتخذت خطوات عملية لمنع هكذا احتمال، كما واعتقلت مسؤول حركة الجهاد الإسلامي في الضفة طارق قعدان، ونشرت القبة الحديدة مؤخرا.
ومع ذلك، فإن الجهد النفسي "لإقناع" الجهاد لتجنب الانتقام هائل في حد ذاته. تدابير التأهب من قبل جيش الاحتلال غير معهودة، كنوع من كي الوعي، ورسالة للجهاد "لا تعبث معنا، ونحن مستعدون"، ولكن في هذه الساحة، لا يمكن لأحد أن يضمن عدم وجود انتقام يليه تصعيد في غزة.