الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

بين صحيفة الحدث، وحدث مشاركة فلسطيني الـ(48) في برنامج أرب ايديل بقلم سامي مهنا

2014-11-16 09:23:08 AM
بين صحيفة الحدث، وحدث مشاركة فلسطيني الـ(48) في برنامج أرب ايديل
بقلم سامي مهنا
صورة ارشيفية
أود أن أفتتح هذا المقال، قبل التطرق لما نشرته صحيفة الحدث الفلسطينية نقلاً عن الجريدة الاسرائيلية يديعوت أحرونوت، المتعلق بالفنانة الفلسطينية المتسابقة في برنامج أرب أيدول "منال موسى"، بأهمية حدث مشاركة متسابقين من فلسطيني الداخل(48) بهذا البرنامج الذي يحظى بنسبة عالية من المشاهدين والذي يبث من بيروت، (احدى عواصم الدول العربية المحرمّة على العرب الفلسطينيين في الداخل من قبل الكيان الإسرائيلي)، لأنوه أن هذه المشاركة هي نقلة نوعية أخرى في فك حصار ادعاءات التطبيع الذي طال ظلمًا الجزء الذي تمسّك بأرضه التاريخية من الشعب العربي الفلسطيني، وتحوّلٌ جديد في التعامل مع هذه المجموعة المرابطة على أرضها التاريخية، كجزء من الأمة العربية وهويتها الثقافية والحضارية والسياسية أيضًا، وأتمنى شخصيًا وليس من منطلق التحيّز الاقليمي، كوني لستُ اقليميًا بل أنتمي بمفاهيمي إلى القومية العربية التي لا تعترف بالحدود بين شعب عربي وآخر، ولا لكوني أنتمي للجزء المسمى للتعريف بفلسطينيي الـ 48، أن يفوز أحد المتسابقين "منال موسى أو هيثم خلايلة" في هذه المسابقة الفنية، لتكتمل خريطة فلسطين الثقافية عربيًا بعد فوز الفنان العربي الفلسطيني "محمد عساف" ابن غزة  المحاصرة والنازفة، وذلك رغم ايماني بأن الفنّ لا يُقيّم بالانتماءات للقضايا السياسية، بل عليه أن يُقيّم بموجب الموهبة والكفاءة الفنية، ولكن الاستثناء في هذه الحالات النادرة، يلعب دوره العاطفي ويستدعي التضامن، كون الفن أيضًا يشكّل سفارةً تحمل قاعدتها ومضامينها المتعلقة بقضيتها.
وسواء وصل أحد المتسابقين أم لم يصل إلى المرحلة النهائية، فإن هذه المشاركة ستُرسي تداعيات ومفاهيم جديدة ستؤثر ايجابًا على اعادة الخريطة الفلسطينية بالمفهوم والوعي العربي إلى مربعها الأول.
تابعتُ ما نشره الأخ والصديق الإعلامي أحمد زكارنة في صحيفة الحدث، وعلى صفحته في موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك، وردود وتعقيبات الكثيرين، وأود أيضًا أن أنوه من منطلق الموضوعية أولاً ومعرفتي بفكر ونشاط الأخ أحمد زكارنة الإعلامي والثقافي، أنّ الأستاذ أحمد زكارنة وللحقيقة، هو أحد أكثر الحريصين على وحدة المشهد الثقافي والسياسي الفلسطيني وذلك منذ بداية عمله في الإعلام الإذاعي ومن ثم الصحافي، والأخ أحمد زكارنة وبناء على معرفتي الطويلة به، يحمل ويجسّد الفكر الوحدوي الوطني الفلسطيني، وانطلاقًا منه حَرصَ دومًا وانطلاقا من وعي ومسؤولية وطنية، بتوفير وتخصيص مساحةٍ اعلاميةٍ  كبيرة سواء في برنامجه الإذاعي في اذاعة صوت فلسطين، أو في صحيفة الحدث، للفنانين والشعراء والأدباء الفلسطينيين في كل أماكن تواجدهم، واهتم بشكل خاص بأبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني (48)، وهو أحد مواكبي المشهد الثقافي والسياسي في الداخل بأدق تفاصيله، لذلك استطاع دومًا المساهمة في ترسيخ المفهوم الثقافي والسياسي الفلسطيني المتكامل، كإعلامي متخصص بالشأن الثقافي على وجه التحديد، هذا بالإضافة إلا أنه تربطه علاقات صداقة مع عشرات الكتاب والفانين والسياسيين من الداخل الفلسطيني، وعلى ضوء هذه الحقائق لا يعقل أن يتهم أحد الأخ أحمد زكارنة أو صحيفة الحدث الفلسطينية، من قبل البعض، بتعمد الاساءة للجزء المتمسك بأرضه التاريخة من أبناء الشعب الفلسطيني، بل العكس، فإنه ممن يخدم بكل امكاناته الاعلامية هذا الجزء من شعبنا وبشكل يستحق التقدير التام منّا جميعًا.
ولكن ما حدث من نقل عن الصحيفة الاسرائيلية يديعوت احرونوت، أو ادعاءات تتعلق بوطنية الفنانة "منال موسى"، أود أن أنوّه  ومن منطلق الموضوعية أيضًا، أن الادعاءات التي نقلتها وسائل الاعلام الإسرائيلية تهدف ضرب هذا الاحتضان العربي لفلسطينيي الداخل الذي برز عبر برنامج أرب أيدول، وعلينا أن ننتبه إلى أنّ المؤسسة الاسرائيلية تحارب أي انفتاح عربي على فلسطينيي الداخل، كجزء من مشروع محاولات أسرلتهم، كونها تعتبرهم "طابورًا خامسًا" يحاولون لجمه بكل محاولات الأسرلة والتدجين منذ النكبة. ومن أكثر ما تخشاه المؤسسة الاسرائيلية هو انخراطهم في المشهد  الفلسطيني والعربي العام. لذلك أنا شخصيًا لا أصدق ادعاءات الاعلام الاسرائيلي المجنَّد الذي يحاول ضرب هذه المشاركة التي تفهم المؤسسة الاسرائيلية أبعادها، بما يتعلق بالانخراط بالمشهد الثقافي العربي المؤثر.
وتفهم الخطورة من وجهة نظرها الكامنة وراء تمثيل فلسطين عربيًا من قبل من يحملون جنسيتها قسرًا.
وأرى بدوري أن الأخ الاعلامي أحمد زكارنة قام بدورة كصحافي بمحاولة البحث عن الحقيقة بعد النشر الذي تناول هذا الموضوع، من منطلق المهنية والحرص الوطني، وأعتقد من ناحية أخرى أن الفنانة "منال موسى" التي تمثل وبكل فخر واعتزاز وانتماء وابداع اسوة بزميلها الفنان "هيثم خلايلة"، فلسطين شعبًا وثقافة وابداعًا، ويمثلان اسوة بباقي المشاركين من الوطن العربي، الفن والابداع العربي الراقي، تستحق ويستحقون جميعًا الاهتمام والتقدير الكاملين، ونتمنى جميعًا لفنانينا الجميلين، ولجميع الاخوة المشاركين والاخوة الصحافيين والإعلامين، النجاح والتألق في لغة الفن الجامعة التي تشكل مدماكًا ثقافيًا وحضاريًا  في بنيان أمتنا العربية والانسانية جمعاء.
*(رئيس الاتحاد العام للكتّاب العرب الفلسطينيين 48)