ترجمة الحدث - أحمد بعلوشة
نشرت صحيفة جيروسالم بوست الإسرائيلية تقريرا حول أسباب اصرار الرئيس محمود عباس على السيطرة على اسلحة الفصائل في القطاع.
وفيما يلي نص التقرير مترجما:
في الوقت الذي تبذل فيه السلطة الفلسطينية جهداً حثيثاً لاستعادة السيطرة على قطاع غزة، فإنَّ مصدراً للقلق الكبير بالنسبة للرئاسة الفلسطينية التي تتخذ من رام الله مقرا لها، هو مستقبل الأسلحة والأمن في هذه الإقليم الصغير من حيث المساحة.
وكانت السلطة الفلسطينية تطالب بالسيطرة الكاملة على أسلحة غزة وتحمل المسؤولية الكاملة عن أمن القطاع.
وقال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للتلفزيون المصري في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر "لن أقبل استنساخ نموذج حزب الله"، مضيفاً في مقابلة أجريت معه بعد بضعة أسابيع "ليس هناك مجال لوجود ميليشيات في غزة".
وأحد أبرز الأسباب التي تجعل السلطة الفلسطينية تريد السيطرة على أسلحة غزة هو منع سيناريو تتحمل فيه المسؤولية عن القطاع، في الوقت الذي تكون فيه الجماعات المسلحة مثل حماس والجهاد الإسلامي لا تزال قادرة على شن هجمات على إسرائيل.
ويتعلق هذا السيناريو بالسلطة الفلسطينية بسبب احتمال أن تُحملها إسرائيل مسؤولية أي هجوم قد تشنه حماس أو الجهاد الإسلامي ضد الدولة اليهودية.
على سبيل المثال، قبل أسبوعين فقط، قام الجيش الإسرائيلي بتدمير نفق هجومي عبر الحدود مع قطاع غزة، مما أسفر عن مقتل 10 أشخاص من أعضاء الجهاد الإسلامي وإثنين من حماس، وهددت الجهاد الإسلامي بتنفيذ هجوم انتقامي ضد إسرائيل.
وردا على سؤال عن ان الجهاد الاسلامي سيخضع للمساءلة، قال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ان حماس، وهي التي تمثل السيادة الحالية في غزة، ستتحمل المسؤولية عن مثل هذا الهجوم.
وقال نتانياهو في اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي الاسبوعي في 12 تشرين الثاني / نوفمبر "اننا نحمل حماس مسؤولية اي اعتداء علينا يتم تنفيذه أو تنظيمه من قطاع غزة".
وبالإضافة إلى ذلك، منسق الأنشطة الحكومية في الأقاليم يوؤاف مردخاي قال إن كلاً من حماس والجهاد الاسلامي ستكونان مسؤولتان عن أي هجوم تقوم به الجهاد الإسلامي.
وما من شك في أنَّ قيادة السلطة الفلسطينية تتساءل عما إذا كانت إسرائيل ستطبق نفس المعيار عليها، إذا ما أريد لها أن تصبح طرفا سياديا أو مسؤولاً في غزة، وقام أحد التنظيمات المسلحة بشن هجوم ضد الجيش الإسرائيلي، فماذا سيكون موقف السلطة حينها؟ وكيف ستتعامل مع الأمر.
وفي مثل هذه الحالة أيضاً، هل ستتخذ إسرائيل إجراءات ضد السلطة الفلسطينية؟ أو هل ستستهدف إسرائيل الجماعات المحددة التي نفذت الهجوم؟ ووفقا لتعليق نتنياهو، يبدو أنه من الممكن للسلطة الفلسطينية أن تجد نفسها تدفع ثمن هجوم لم ترتكبه.