ترجمة الحدث | قميص "بانكسي" وموسيقى "روجر" تثير مخاوف الإسرائيليين

الحدث ــ محمد بدر

حذرت مقالة نشرها مركز القدس الإسرائيلي للدراسات من تنامي حركة المقاطعة العالمية لإسرائيل، واختراقها للمجتمع الفني وقدرتها على التأثير داخل هذا الوسط.

واعتبرت الدراسة أن استخدام الفن كنوع من أنواع المقاومة مسألة خطيرة، فالثقافة لديها القدرة على التأثير وتشكيل التصورات القيمة من خلال معالجة مشاعر المتلقي، المقاومة الثقافية تسخر أيضا قوة الموضة، من خلال تحديد ما هو المألوف وما هو قد عفا عليه الزمن، في البعد الموسيقي، جعل "روجر ووترز" المقاطعة لإسرائيل عصرية، وفي البعد البصري، ساهم الفنان "غرافيتي بانكسي" أيضا في الترويج  للأجندة الفلسطينية عندما رسم على القمصان الجدار الفاصل، والنتيجة هي أن أي شخص يشتري قميص بانكسي في السوق؛ عمليا يشتري الأزياء وأجندة سياسية فلسطينية، على حد توصيف المركز.

ويستغرب المركز كيف استطاعت الـ BDS الوصول للوسط الفني، الفنانون بحسب المركز يسعون لكسب الربح في الأساس، والسؤال كيف تمكنت الـ BDS من الوصول لجزء مهم منهم وحولتهم لأناس يركزون على الأجندة السياسية وحاملين للأعلام الفلسطينية متجاهلين المردود المادي، وكيف أصبحوا يستجيبون بلا تردد لكل صرخة ضد إسرائيل.

ويذكر المركز قصة ممثل أسترالي من المؤيدين لإسرائيل، وكان يتردد على إسرائيل في التسعينات كثيرا، وفي آخر زيارة له لإسرائيل قال أنه لا يستطيع أن يفعل شيء في إسرائيل أكثر من شرب الماء خوفا من أن تسجّل عليه المواقف، الأمر الذي فاجئ الجميع في إسرائيل.

ويعتبر المركز أن المرحلة القادمة يجب أن تشهد انتقالا من الدفاع إلى الهجوم في مقابل الـ BDS، ويقترح المركز فهم آليات عمل الـ BDS  وفلسفة خطابها لتسهيل عملية مقاومتها، وفي هذا الإطار يشير المركز أن لا تركز على اللغة الأكاديمية بشكل مطلق وكبير بل تمزج بين اللغة الثقافية الأكاديمية ولغة المشاعر، وأن معظم من يتعرض لخطابها يقتنع فيه، وبالنسبة للمركز هنا تكمن الخطورة.

ويختم المركز بالقول أن الـ BDS  لم تحقق أهدافها بخلق جدار ثقافي بين إسرائيل والعالم حتى اللحظة، ولكنها ساهمت في تشكيل صورة عن الإسرائيلي بأنه محتل قاس ينتهك حقوق المدنين/ مشيرا إلى أنها حققت نجاحا كبيرا في هذا الجانب، ويوصي بتخصيص موارد كبيرة لمواجهة الـ BDS  في ظل توسع جمهورها ونشاطها وتأثيرها.