الحدث- عصمت منصور
قال مصدر كبير في وزارة الخارجية الإسرائيلية رفض الكشف عن هويته إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينوي قبول الخطة التي سيقدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفق ما نشرة موقع al monitor.
المصدر قال إن نتنياهو سيرحب بالمبادرة رغم أنه غير معني بحل الدولتين وأنه يأمل أن يتم الاتفاق على قيام دولة فلسطينية محدودة السيادة شريطة بقاء السيطرة الإسرائيلية الكاملة أمنيا على الضفة الغربية.
على ضوء التطورات الأخيرة في كردستان وكتالونيا أوضح نتنياهو لمقربيه أن إسرائيل ستشكك بشكل علني في بقاء سيادتها الشاملة أي أنه عمليا يدرس خيار حكم ذاتي فلسطيني وفق معايير تكون مقبولة للائتلاف اليميني الذي معه حتى لو عارضه الفلسطينيون.
وفق أقوال المصدر الكبير هناك محادثات جدية بين واشنطن وتل أبيب حول هذا الموضوع يقودها من الطرف الإسرائيلي مكتب نتنياهو وسفير إسرائيل في واشنطن رون درامر ومن الجانب الأمريكي طاقم السلام في الشرق الأوسط برئاسة لاعبين أساسيين هما جراد كوشنير وجيسون جرينبلات.
على ما يظهر فإن الإدارة الأمريكية تحضر للإعلان عن خطتها للمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بالإضافة إلى عنصر إضافي إقليميا هو السعودية للتنسيق في كيفية محاربة الإرهاب والتطرف.
نتنياهو معني بالتعاون الإقليمي في مواجهة إيران وسيدفع مقابل هكذا تعاون ثمن حد أدنى في القضية الفلسطينية مقابل تعزيز علاقته أكثر مع ترامب.
دبلوماسي أمريكي مقيم في تل أبيب قال للموقع إن طاقم السفارة الأمريكية هنا بالإضافة إلى القنصل العام في القدس والمبعوثين الأمريكيين يكرسون وقتا كافيا وجهدا كبيرا من أجل التقريب بين وجهات نظر الأطراف والتوصل إلى اتفاق إقليمي.
الدبلوماسي قال إن الخطة الآخذة في التبلور تتم بأوامر الرئيس مباشرة وبتدخل فاعل من مستشار الأمن القومي الجنرال روبيرت ريموند مكماستور.
الإدارة تحاول أن تجرب حل الصراع بطريقة مختلفة عن السابق حيث ساد الاعتقاد أن السلام سيقود إلى تعاون إقليمي بينما ترامب يريد أن يقلب المعادلة وأن يؤدي التعاون الإقليمي القائم على إعلان الرياض إلى حل القضية.
ترامب وطاقم الأمن القومي يؤمنون أن هناك مصلحة مشتركة لدى الأطراف المعتدلة التي تقودها مصر والسعودية في المنطقة في أضعاف السيطرة الإيرانية ومحاربة الإرهاب وهذه المصلحة المشتركة هي التي ستقود إلى إنهاء الصراع
المسؤول الأمريكي قال إنه منذ توقيع اتفاق المصالحة تحول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى شخصية مفتاحية في هذه العملية إلى جانب ولي العهد السعودي خاصة أن مصر تدعم السعودية في حربها على اليمن وسياستها تجاه حزب الله.
المبادرة الأمريكية ستنشر على ما يبدو خلال الأسابيع القليلة القادمة وستكون خطة إقليمية في جوهرها وستركز على التعاون الإقليمي ومحاربة الإرهاب والتطرف وتطلعات إيران للسيطرة حيث ستعرض الولايات المتحدة قيادة الخطوات والتعاون بين مصر والسعودية والأردن وفلسطين وإسرائيل.
في هذا الإطار من المفترض أن تدور المفاوضات من أجل الوصول إلى اتفاق سلام.
أنها خطة طموحة ولكنها قابلة للتطبيق وفق الدبلوماسي الأمريكي ولا تسعى لفرض أي حلول على الأطراف.
الخطة ستطلب تقييد البناء الاستيطاني وتقليص التحريض على العنف وخطوات صارمة لمحاربة الإرهاب وأمن إسرائيل على المدى البعيد وترفض بشكل قاطع حق العودة للاجئين وتتطرق للقدس باعتبارها مكان ديني فقط.
سيتم التركيز بشكل خاص على الاقتصاد والاستثمار لصالح الفلسطينيين والتعاون الإقليمي وتطبيع العلاقات بين العرب وإسرائيل على قاعدة مبادرة السلام العربية 2002.
التوقعات هو أن تعارض السلطة الخطة حيث قال مسؤول فلسطيني للموقع إن ترامب يميل بشكل واضح لصالح إسرائيل لذا فأن السلطة ستنسق موقفها مع الدول العربية.
مصدر آخر في الخارجية الإسرائيلية قال إن الموقف الإسرائيلي سيكون مركب حيث سيرحب بالمبادرة والتعاون الإقليمي شريطة بقاء السيطرة الأمنية الإسرائيلية على الضفة وهو ما نقله وفق المصدر للمبعوثين الأمريكيين.