الحدث ــ محمد بدر
نشر موقع القناة الإسرائيلية الأولى تحليلا بعنوان "هل من الممكن أن يتسبب نتنياهو في إسقاط ترامب "، وجاء في التحليل الذي ترجمته الحدث :
أخيرا اعترف مايكل فلين مستشار ترامب السابق بأنه تحدث مع السفير الروسي في موضوع المستوطنات وذلك بطلب من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الحديث كان من أجل أن يرفض الروس تصويتا ضد المستوطنات، كل هذا الأمر تمّ قبل أن يقسم الرئيس ترامب اليمين الدستوري، إقرار فلين بأنه كذب على مكتب التحقيقات الفدرالي، قد يذهب به إلى السجن لمدة 6 أشهر.
اعتراف فلين زلزال حقيقي، والفرص أن تنتهي التحقيقات في القضية الروسية أصبحت أكبر، ولكن بأدلة واضحة على أخطاء ترامب، ما قد يؤدي إلى إزاحته عن منصبه، ولكن عملية تحليل المعلومات من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي والمدعي العام قد تستغرق عدة أشهر، ولكن اعتراف فلين دخل التاريخ جنبا إلى جنب مع قضية "ووتر غيت" وقضية "إيران كونتراس".
ويعتقد المدعي العام بأن لديه أدلة كافية على إدانة فلين بغسيل الأموال، والتهرب الضريبي، وبالتالي فإن الحل الوسط بين المدعي العام وفلين مقابل تخفيف الحكم، تقتضي أن يتحدث فلين بكل ما يعرفه في التحقيقات، مع الإشارة أن فلين كان رجُل حملة ترامب في الانتخابات، وهو كان في مركز الاتصال مع روسيا، بالتالي فمن المحتمل أن يتحول ترامب أيضا للتحقيق.
كما هو معروف، في مثل هذه الحالات من الصفقات بين المدعي العام والمتهم، فإن المتهم يعترف على الذين أكبر منه مرتبة أو درجة وظيفية، في حالة فلين فإن الذي أكبر منه درجة وظيفية قلة، وعلى رأسهم دونالد ترامب، وفي حيثيات الاتهام فإن الحديث يدور عن مسؤول كبير وعضو كبير جدا في الفريق الحاكم.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن فليين والسفير الروسي تحدثا عدة مرات يوم 29 ديسمبر، بعد يوم واحد من فرض الرئيس باراك أوباما عقوبات على روسيا لتدخلها في الانتخابات الرئاسية.
وبعد التشاور مع كبار المسؤولين في الفريق الانتقالي لترامب، سأل فلين السفير الروسي ما إذا كانت موسكو ستقوم بتصعيد المواجهة مع واشنطن، وفي اليوم التالي وافق الرئيس فلاديمير بوتين على عدم الرد على العقوبات، فكان جواب ترامب على ذلك؛ "خطوة عظيمة - كنت أعرف أنه رجل ذكي!"
كما اعترف فلين بأنه كذب في إنكار حديثه مع السفير الروسي يوم 22 ديسمبر، خلال هذا الحديث طلب فلين من روسيا تأجيل أو استخدام حق النقض في تصويت مجلس الأمن ضد سياسة الاستيطان الإسرائيلية. قررت إدارة أوباما الامتناع عن التصويت، وأفيد أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب من أعضاء فريق ترامب الانتقالي أن يتصدوا لروسيا، ولم ينجح طلب فلين، ووافق مجلس الأمن على هذا القرار.
إذا ففريق ترامب الانتقالي تدخل في السياسة الخارجية لإدارة أوباما وفي مسائل حساسة جدا، وهذا أمر مخالف للدستور، والحديث يدور عن الدائرة الضيقة حول ترامب، كوشنير صهر ترامب هو الذي وجه فلين للتحدث مع روسيا، فبالتالي قد يجد كوشنير نفسه أمام نفس التهم، كما يبدو ما اعترف به فلين في المحكمة فيض من غيض مما قاله للمحققين.
وأخيرا، فإن تعاون فلين يمكن أن يعرض الرئيس نفسه للخطر، وأكدت وكالة ايه بي سي أن فلين سيشهد أن ترامب أمره بالاتصال بالروس. وإذا كان الأمر كذلك، فإن ذلك سيفتح جبهة أسئلة أمام ترامب قد تنتهي بإدانته بفضيحة سياسية كبرى، وأشارت الكثير من التقارير أن ترامب حاول عرقلة التحقيق من خلال إقالة رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي.