الحدث- ريم أبو لبن
"نقترح أن تكون بلدة أبو ديس الواقعة شرق القدس المحتلة هي عاصمة لدولة فلسطين". هذا هو المقترح الجديد الذي جاء به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بحسب ما نشرت صحيفة ""نيويورك تايمز، في حين أظهر أحد المسؤولين في الحكومة اللبنانية تفاجأه من المقترح السعودي خلال مكالمة هاتفية قد جرت مع ولي العهد.
وأوضح مسؤول لبناني رفيع المستوى بحسب الصحيفة وهو مطلع على المناقشات السعودية الفلسطينية بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد تم امهاله مدة شهرين فقط لقبول المقترح الذي جاء به ولي العهد محمد بن سلمان والداعي بأن تكون بلدة أبوديس الواقعة شرق القدس المحتلة هي عاصمة لدولة فلسطين، وفي حال رفض الرئيس عباس هذا المقترح سيكون مجبراً على تقديم الاستقالة.
في ذات السياق، قال المسؤول اللبناني واصفاً هذا المقترح بـ"لعبة": " لا يمكن لأي عربي أن يقبل بهذا النوع من الألاعيب، وفي المقابل لا يمكن لأحد أن يقترح على فلسطيني هذا المقترح، إلا إذا كان الشخص المُقترح يفتقر للخبرة ويحاول إرضاء الرئيس الحكومة الامريكية".
ومن جهة أخرى، قال مسؤول فلسطيني متواجد في لبنان بأن المقترح السعودي جاء بهدف تعويض الفلسطينيين عن خسارة أراضي الضفة الغربية وذلك عبر ضم هذه الأراضي إلى قطاع غزة ومن منطقة شبه جزيرة سيناء المصرية، وهي منطقة صحراوية وقعت فيها هجمات وصفت بـ"هجمات جهادية" بحسب الصحيفة. وقال مسؤول غربي بأن مصر قد رفضت هذا المقترح.
وفي المقابل، فإن المصادر الإخبارية قد أشارت بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، في حين أن هذه الاخبار المتداولة قد تشير لأول مرة إلى جدية الفكرة حيث يجري الحديث فيها.
وأشارت صحيفة " نيويورك تايمز" بأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وحتى وإن لم يعترف بذلك الفلسطينيون، سيعمل على تغيير التوجهات والآراء المتوافقة ما بين صانعي السلام الدوليين، غير أن أي تغيير في وضع القدس يجب أن يتم كجزء من اتفاق تفاوضي.
كان مسؤولون فلسطينيون قد أكدوا بأن هذا التوجه سيهدد أي فرصة لإيجاد حل قائم على وجود دولتين وقد يثير انتفاضة فلسطينية جديدة.
"هي فوضى دولية وفيها عدم احترام المؤسسات العالمية والقانون الدولي" . هكذا وصف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات المقترح القادم في بيان صادر عنه بحسب ما جاء في الصحيفة.
وأوضح عريقات في البيان، بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستعمل على زعزعة استقرار المنطقة، فيما تعمل على إحباط عزيمة مناصري الحل السلمي، وهي في ذات الوقت تتخلى عن دورها في أي مبادرة لتحقيق السلام العادل والدائم.
ويذكر أنه في زيارة حدثت في الشهر الماضي والتي وصفت بـ"الغامصة"، توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى العامصة السعودية لإجراء مشاورات مع ولي العهد محمد بن سلمان حول مخطط الرئيس الأمريكي ترامب للسلام وفي منطقة الشرق الأوسط. ولكن ماذا قيل عندما أغلقت الأبواب في تلك اللحظة؟ . ومنذ ذلك الوقت " ابتليت" المنطقة.
أوضح مسؤولون فلسطينيون وعرب وعدد من الأوروبين بحسب ما جاء في الصحيفة، بأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قد قدم للرئيس الفلسطيني عباس وخلال لقاءه في السعودية خطة هي بطبيعتها تميل لمصلحة الجانب الإسرائيلي وبشكل كبير مقارنة بالسنوات الماضية، وهذه الخطة تبنتها الحكومة الأمريكية، وفي المقابل على أي "زعيم" فلسطيني أن لا يقبل بهذا المخطط.
وأشارت الصحيفة بأن الفلسطينيين سيحصلون على دولة خاصة بهم، ولكنهم لن يحصلوا إلا على أجزاء غير متجاورة من الضفة الغربية، لاسيما وأن سيادتهم ستكون محدودة على أراضيهم، لاسيما أن المستوطنات الإسرائيلية تغلغلت بشكل أكبر واستولت على غالبية أراضي الضفة الغربية في حين أن العالم اعتبر هذه المستوطنات "غير قانونية".
ولذا لن يمنح الفلسطينيين القدس الشرقية عاصمة لهم ولن يكون هناك أي حق لعودة اللاجئين منهم إلى اراضيهم التي احتلت من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي عام 1948م.
في ذات الوقت، نفى البيت الأبيض خطته التي طرحت على الرئيس الفلسطيني خلال لقاء ولي العهد السعودي، موضحاً بأن وضع الصيغة النهائية لخطة السلام تحتاج إلى إشهر اضافية ولم ينتهي العمل بها بعد، غير أن الحكومة السعودية هي أيضا قد نقت تأيدها لوضع خطة تميل لإسرائيل.
الكثيرون في واشنطن والشرق الأوسط يتساءلون بحسب ما ذكرت الصحيفة هل ولي العهد السعودي يقوم بممارسة دوره الهادئ مع ترمب لتحقيق أهداف الصفقة في محاولة منه لكسب الطرف الأمريكي ؟ أو أن هذا التحرك جاء لخدمة الأهداف السعودية من خلال على الضغط على الفلسطينيين لاسيما وأن الرئيس محمود عباس قد أضعف سياسيا. وهل إذا وقع تحت ضغط الرياض؟
مستشارون سياسيون أكدوا بأن الرئيس الأمريكي ترمب سيعلن بأن القدس عاصمة لإسرائيل في خطابه المنعقد الأربعاء القادم. وبحسب المحللون فإن هذا الإعلان سيقوض دور أمريكا وسيظهرها كدولة وسيط محايدة نظرياً.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوشوا رافيل (Joshua Raffel) : "هناك تكهنات وتخمينات مستمرة حول ما نقوم بفعله بما يخص خطة السلام، وأن الوضع الراهن لا يعكس ما جاء في الخطة التي نعمل عليها، أو المحادثات التي أجريناها مع لاعبين إقليميين".
السفير السعودي في الولايات المتحدة الأمريكية الأمير خالد بن سلمان أوضح في رسالة أرسلها عبر البريد الإلكتروني بحسب ما أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن المملكة العربية السعودية لا تزال ملتزمة بالتوصل إلى تسوية تقوم على مبادرة السلام العربية عام 2002، بما فيها اعتبار القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين وعلى حدود عام 1967م، وأي اقتراح مخالف هو خاطئ وغير مقبول".
الرئيس ترامب قد بذل جهوداً للوصول إى ما يطلق عليه تسمية "الصفقة النهائية" بمساعده صهره أي مستشاره الخاص جاريد كوشنر، بجانب كبير مفاوضيه جيسون غرنبلات، وغيرهم من المساعدين الداعمين لترامب. وعليه تم وضع خطة شاملة نهائية بعد عام من جولاته في المنطقة ولم يتبقى سوى التفاصيل الموجودة في ملفات مخبأة.
قال كوشنر البارحة خلال منتدى سابات في الشرق الأوسط : "نحن نعرف مضمون الخطة".
أضاف : "الفلسطينيون أيضا يعرفون ما تم مناقشته، والإسرائيليون بدورهم يعلمون بمضمون نقاشاتنا معهم".
ويذكر أن لقاء الأمير السعودي محمد بن سلمان بالرئيس الفلسطيني محمود عباس قد جاء بعد أقل من اسبوعين من زيارة كوشنر للأمير للرياض وذلك لمناقشة خطة السلام.
عدد من المسؤولين الفلسطينيين من فتح وحماس، فضلا عن مسؤول لبناني رفيع المستوى بحسب ما ذكرت الصحيفة، وهم مطلعون على النقاشات الفلسطينية السعودية أكدوا بأن الصدمة تكمن بالادعاء القائل بأن الأمير محمد بن سلمان قد أخبر السيد عباس خلال لقاءه معه بأنه إن لم يقبل بخطة ترمب فعليه أين يقدم استقالته لافساح المجال لغيره.
غير أن عدد من المسؤولين بحسب ما جاء في الصحيفة أوضحوا قولهم بأن الأمير محمد بن سلمان كان قد عرض من أجل الموافقة على خطة ترمب زيادة الدعم المالي للفلسطينيين، بل أن الأمر امتد إلى امكانية الدفع المباشر للرئيس محمود عباس، ولكنه عباس رفض ذلك.