الحدث ــ محمد بدر
نشر موقع القدس الإسرائيلي للدراسات مقالة حول إمكانية إقامة حماس احتفالات لها في الضفة، والتي ترجمتها "الحدث".
فيما يلي نص المقالة مترجم:
تريد حماس عقد احتفالات ضخمة في الضفة الغربية بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيسها.
السلطة الفلسطينية تميل إلى الموافقة على الطلب، ولكن يجب على إسرائيل أن تعمل على منع حماس من تعزيز وجودها وحضورها في الضفة الغربية والحفاظ على المصالح الأمنية الإسرائيلية.
أن عملية المصالحة بين فتح وحماس عالقة على الرغم من جهود مصر التي تسعى إلى تعزيزها، والريبة وانعدام الثقة بين الحركتين كبيرة جدا، وحتى الآن لم تنجح جميع جهود الوساطة في المضي قدما في تنفيذ اتفاق المصالحة.
وفي مقابلة مع تلفزيون "النجاح"، قال عزام الأحمد، رئيس الوفد الفلسطيني في محادثات المصالحة وعضو في قيادة حركة فتح، إن قطاع غزة مثل "طائرة خطفت " أي اختطفها حماس.
أثارت تصريحات عزام الأحمد غضبا كبيرا بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وأدت إلى حملة واسعة ضده على الشبكات الاجتماعية، وما من شك في أن هذا التعبير زاد من غموض مصير المصالحة، وبدأت حماس تدعو إلى الاستعاضة عن عزام الأحمد كرئيس لوفد فتح في محادثات المصالحة.
وما زال الجو بين فتح وحماس متوترا حتى بعد جولة المحادثات في القاهرة، يرفض محمود عباس إلغاء العقوبات المفروضة على قطاع غزة إلى حين إعادة السلطة الكاملة إلى الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة.
غير أن حماس تعتزم الطلب من الرئيس محمود عباس في الأيام المقبلة السماح لها بالاحتفال بالذكرى السنوية الثلاثين لتأسيسها في الضفة الغربية.
وقال خليل الحية عضو المكتب السياسي لحماس إن حركته تريد عقد مسيرات ضخمة في وقت واحد يوم 14 ديسمبر، بعضها في مدينة غزة والآخر في الضفة الغربية.
ويتحدث ناشطون آخرون في حماس في الضفة الغربية عن النية لعقد ثلاثة تجمعات رئيسية للاحتفال في نابلس ورام الله والخليل.
وكانت حماس سمحت للمرة الأولى منذ بدء السيطرة على قطاع غزة لحركة فتح في قطاع غزة بتنظيم تجمعات ضخمة في مدينة غزة للاحتفال بالذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد ياسر عرفات.
وترفض السلطة الفلسطينية بانتظام السماح لحماس بالقيام بأنشطة سياسية مثل المظاهرات ورفع أعلام حماس في الضفة، السلطة الفلسطينية لديها تنسيق أمني وثيق مع إسرائيل وهي قلقة جدا من "التخريب السياسي" لحماس الذي حاول في السنوات الأخيرة إسقاط حكم الرئيس محمود عباس.
مرتين على الأقل، نشر الشاباك في السنوات الأخيرة معلومات عن القبض على مجموعات خططت لمهاجمة رموز من السلطة الفلسطينية وعباس لم يعترف وقتها، ولكن رئيس الشاباك يورام كوهين جاء وقتها إلى رام الله على وجه الخصوص وأبلغ عباس كيف أنقذت إسرائيل حكمه.
وتعمل قوات الأمن الفلسطينية يوميا ضد عناصر حماس في الضفة الغربية من خلال احتجاز واستدعاء نشطاء حماس للتحقيق.
حماس لا تنوي التخلي عن مطالبتها للاحتفال في الضفة الغربية، وذلك من باب إثبات الوجود السياسي خاصة مع التطورات الأخيرة، مثل نية الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونية الرئيس الأمريكي نشر خطته للسلام.
وتعتقد مصادر رفيعة في حركة فتح أن الرئيس عباس لن يكون أمامه أي خيار سوى الاستجابة لطلب حماس والسماح لها بعقد الاحتفالات في الضفة الغربية ولكن ضمن حدود ما يطلبه القادة الأمنيون للسلطة.
الرئيس عباس يريد أن يظهر للفلسطينيين أن السلطة تدعم عملية المصالحة لذلك قد يسمح لحماس بالاحتفال كخطوة رمزية، ولكنه لن يلغي العقوبات المتخذة بحق قطاع غزة.
والسؤال المطروح هو موقف إسرائيل من القضية وما إذا كانت ستطالب الرئيس محمود عباس بـأن يرفض طلب حماس عقد احتفالات في الضفة الغربية.
وترى إسرائيل أن حماس حركة "إرهابية" وتعمل تحت ستار إيران التي تدعو إلى تدمير إسرائيل، كما وترفض نزع سلاحها.
ويعتقد مسؤولون عسكريون إسرائيليون أن عقد التجمعات السياسية لحركة حماس في الضفة الغربية من شأنه أن يعطي الشرعية لحماس ويعزز مكانتها في الغرب، وهذا ليس في مصلحة إسرائيل، ولا في مصلحة الرئيس محمود عباس.
لذلك، من المأمول فيه أن تعمل المستويات السياسية والأمنية في إسرائيل مع السلطة الفلسطينية من أجل أن لا تعقد حماس أي احتفالات في الضفة.