الحدث- علاء صبيحات
كثيرا ما نسمع عن حقول الألغام المتوزّعة في الأراضي الفلسطينية، لكن قلّما نعرف أعدادها وتفاصيلها، ولماذا لم يتم الانتهاء من إزالتها حتى اليوم.
مدينة جنين، كان لها نصيب في تجرّع آثار سُمّ النكبة والنكسة على غرار غيرها من المدن الفلسطينية، حتى أنهما تركتا آثارهما في ترابها، ففيها حقول ألغام داخل قرى يعبد ودير أبو ضعيف وقباطية وعرابة، منها ما هو من أيام النكبة، وأخرى من أيام النكسة، ومنها أيضا حقول ألغام أردنية.
مدير المركز الفلسطيني لإزالة الألغام العميد أسامة أبو حنانة كشف لـ"الحدث" أن إزالة الألغام أمراً ليس سهلا، ولكن بالرغم من ذلك فإن جنين ستكون خالية من حقول الألغام خلال 6 أشهر أو أكثر قليلا.
وأضاف أبو حنانة أنه لإزالة حقول الألغام في الضفة الغربية تم التعاقد مع مؤسسة "هولو ترست" التي تمتلك خبراء من جورجيا في إزالة الألغام، قبل 3 سنوات.
وأوضح أبو حنانة أن الضفة الغربية كان فيها 16 حقلا للألغام قبل التعاقد مع المؤسسة، لكن تم إزالة 6 حقول ألغام منذ أن بدأ العمل قبل 3 سنوات، وحتى اليوم.
وأكّد أبو حنانة أنه تمّت إزالة حقل الألغام في دير أبو ضعيف في محافظة جنين، وسيتم العمل في كافة الحقول هناك، كحقل الألغام في قباطية وعرابة.
وأضاف أبو حنانة أن الحقول (الأراضي) التي يتم إزالة الألغام منها يتم إعادتها لملّاكها الأصليين الذين يمتلكون الطابو في ملكيتها، كحقل الألغام في دير أبو ضعيف الذي تمّ تسليم أوراق ملكيته لمجلسها القروي قبل أشهر، أما الأراضي الأميرية فإنها تعتبر أراضي دولة فتبقى للحكومة.
وقال أبو حنانة إن حقول الألغام في الضفة الغربية كلها مكشوفة ومعروفة، وإن ما ينفجر بالقرب من مضارب البدو في الخليل وطوباس والأغوار هو مخلّفات حربية وليست حقول ألغام، ويتم التوعية منها باستمرار.
وأوضح أبو حنانة أن ذلك لا ينفي وجود حقول ألغام معروفة لدى المركز الفلسطيني لإزالة الألغام، بل إن هناك حقول ألغام في أغلب المحافظات كالخليل وقلقيلية وبيت لحم وأريحا.
المشكلة الأكبر التي يواجهها المركز الفلسطيني لإزالة الألغام هو عدم توفر كل الخرائط، فالعقيد أبو حنانة يؤكّد أن هناك معلومات شبه موثوقة حول وجود حقول ألغام في محافظة القدس، لكن ولصعوبة العمل في مناطق القدس من قبل الاحتلال فإننا لا نستطيع العثور على كل الأراضي التي تحتوي حقول الألغام.
الخرائط
هناك خرائط تبيّن توزيع الألغام في الأراضي الفلسطينية كما أكّد أبو حنانة، وهناك بعض الحقول تصل مساحتها لأكثر من 12 دونما مثل حقل قباطية الذي سقط فيه شهداء خلال الأعوام السابقة، نتيجة لانفجار أحد الألغام في المواطنين.
وأضاف أبو حنانة أن هناك حقول ألغام كانت منذ العام 1948، ومنها منذ العام 1967، وهناك حقول ألغام أردنية، استطاع الأردنيون توفي 3 خرائط فقط منها أما تبقى فلم يكن متوفرا عندهم.
وأوضح أبو حنانة أنه في فلسطين التاريخية يوجد أكثر من 85 حقل ألغام، منها 20 حقل في المناطق الحدودية بالقرب من أريحا داخل الأرض المحتلة عام 1948، 50 حقلاً آخر في المناطق الحدودية الشمالية داخل الأرض المحتلة عام 1948.