1.
من نصّ "تجلّيات العتمة"
أرى ما تروْنَ....
أرى الشّمس تعبث بالوقت،،
تحتلّه،،
تتسكّع في لؤمِه،،في احتمالاته
ثم تغفو.
أرى زهرة قلّمتْ شوكها،
سلّمَتْ عطرها لحواس الصدّى
تلعن الريح،،
تنفض عن وجنتيها غبار الأذى
ثم تعفو.
أرى ما ترونَ....
وجوه القصائد منقوشة بالتجاعيد،،
يعثر في ظلّها العابثون،،
أراها تطأطئ مطلعها لتقبّل آخر بيتٍ.
أرى الخطوات تكرّر أقدارها،،
تستعين بذاكرة السَّير في كل منعطفٍ،،
ويعاودها الركض في كل بهْتٍ .
ونورسة ،، مَنْ رآها تنضدّ طوق الزغاريد، مَنْ؟
مَنْ رآها تشاكس مرآة بحْرٍ
وتحجب وجه السّماءْ.
و سرْب الكلام أراه جليًّا
يسيِّجُ ما لا يقال
يردّد تعويذة الشّؤم
يفتي بسفك الحكايا
فيغدو عواءْ.
ونرْدٌ تهجّى أماني السقوط
هوى ثمِلا
فاستماتتْ حظوظ اللقاءْ
أرى دمعنا،،،
ضعفنا،،
ذلّنا،،،
نقصنا،،حين يلغو التمامْ
أرى ما ترى
غير أنّ الوجود يرانا على ما يرامْ.
2.
من نصّ "متاهات المعنى"
ما معنى أنْ تَختارَ لمِقْصَلَةِ الفوضى جَسَدَكْ.
ما معنى أنْ تَتَرَهْبَنَ فِي الغَلَيانِ،
بُخارُكَ مِسْكُ اللهِ وغَيْمَتُهُ،،
قَدَرٌ يَتْلو بَرَدَكْ.
ما معنى أنْ تَهَبَ الأَنهارَ حَصاكَ
لِتُرْبِكَ تَيّارَ الأسماءِ إِلَيْكَ،
يَتامَى الهَتْكِ،
رسائِلَ نايٍ في أُرْكِسْتْرَا الرِّيحْ
أنْ تَثْمَلَ بِالمعنى في كَأْسٍ مَثْلومِ،
أنْ تَفْتَحَ نافذَةَ الموناليزا
لتَراكَ بِعينٍ فارِغَةٍ لا تَقرَأُ كَفَّ الرّوحْ
ما القلْبُ.. وَأَنتَ تَحيكُ لَه الأعذَارَ بِشِريانٍ فَالِتْ،
تَتَسَلَّقُ ظِلَّ حَبيبٍ مَمْسوسٍ بالرَّكْضِ،
تُرَقِّعُ نَعْلَ الرَّمْلِ لتَسْبَقَ سيرتهُ،،، غَدَكَ الفائِتْ،
لا مَنْحَى لِلْمَعْنى، لا خُطّةَ لِلْهَذَيَانِ.
تُطَارِدُ عُمْرَكَ في دَغْلِ الغَيبِ المَلجومِ،
تُجَدِّدُ خارِطَةَ البَدَدِ الأُولَى
تَنْسَى اسْمَكَ،،
تَطْرُقُ بابَ سَماءٍ ثامنَةٍ فَتُعَانِقُكَ السُّحُبُ الحُبْلى
سَتَضِلُّ هنَاكَ،،،
كما الصِّفْرِ الأَعمى السَّكْرَانِ بِكَأْسِ فَراغْ،
سَتَعُودُ إلَى الصَّمْتِ الموروثِ مِنَ الأسرارِ،،،،
تَعودُ إلَى الإيقَاعْ.