الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ماذا كان يجب أن تقول لنا سيادة الرئيس؟

2017-12-07 06:35:34 AM
ماذا كان يجب أن تقول لنا سيادة الرئيس؟
رولا سرحان

 

سيادة الرئيس،

 

نعلم حجم الوحدة السياسية التي نعاني منها، ونعلم حجم الضغط العربي والتآمر على قضيتنا، ونعلم أيضا أننا سياسيا أضعف من أي وقت مر على تاريخ صراعنا، ونعلم أننا منقسمون، ونعلم أن لا مقومات صمود لنا، ولا موارد اقتصادية، ولا تواصل جغرافيا لوطننا، وأن مظاهر استقلالنا وسيادتنا لا تخرج عن حدود مؤسساتنا الورقية، ونعلم أن كل منزل، وكل سياسي، وكل من ولد في هذا الوطن قد قدم الكثير، ولكن نعلم أيضا أنه بإمكاننا فعل الكثير، وأنه بإمكاننا أن ننتصر لأنفسنا لو أردنا ذلك.

 

سيادة الرئيس،

 

نظل كفلسطينيين نعلق الأمل في كل مرة، على أنه بإمكاننا أن نسترد شيئا من كرامتنا المسلوبة كوطننا. نعلق الأمل على كل فرصة تتاح للقيادة السياسية الفلسطينية لكي تعيد ثقة الشارع بها، ولكي تجدد شرعياتها السياسية المتآكلة، راضين بتجديد الشرعية دون انتخابات ودون اتباع الأصول الدستورية، وراضين أيضا بأن يكون تجديد الشرعية مجرد اقناعنا بأنه بإمكان القرارات السياسية أن تكون بحجم الحدث، وأن تكون بحجم آمالنا البسيطة المتمثلة في الحفاظ على ما تبقى لنا من كرامة، أمام عدونا وحلفائه.

 

 

سيادة الرئيس،

 

لا ضير، لو قلت لنا بالأمس: أيها المواطنون، لم نعد نملك شيئا، أخذوا منا كل شيء، حتى مكان صلاتنا. أيها المواطنون، لم أعد أملك ما أقول لكم، سوى أن تنصروا أنفسكم.

 

سنفهم أنك لا تستطيع أن تقول لنا ما نريد أن نسمعه، سنفهم أنك توازن السياسي مع الشعبوي.

 

سنفهم أنك معنا، أنك تريدنا معك، سنفهم أنك لم تتركنا وحدنا، لأننا لن نتركك وحدك.