الحدث- ريم أبو لبن
قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لـ إسرائيل هي بحد ذاته تخطي لما لم تقدم عليه الإدارات الأمريكية السابقة، وقد اعتبر البعض خطو ترامب هذه تصب في مصلحة تحقيق السلام ما بين فلسطين وإسرائيل. بحسب ما نشر موقع " بلومبرغ".
وبحسب الموقع، لقد حاول ترامب التخفيف من حدة قراره من خلال تأكيد دعم الولايات المتحدة الأمريكية لفكرة "حل الدولتين"، موضحاَ بأنه لم يتبنى أي قرار بشأن قرار الحل النهائي وترسيم الحدود النهائية لإسرائيل وكذلك فرض السيادة على القدس ككل، لاسيما وأن هذا الأمر مهم بالنسبة للفلسطينيين، لاعتبارهم بأن الجزء الشرقي من مدينة القدس هي عاصمتهم المستقبلية، ولكن في ذات الوقت فهم يتوقعون ما سيحدث في اتفاقية السلام وقد وصفوا خطاب ترامب : "بأنه فارغ".
"خطوة ترامب هي خطوة استباقية، وهي تغلق أبواب المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، وهو قد أكد من خلال إعلانه بأن الولايات المتحدة الأمريكية غير مؤهلة للعب دور الوسيط في عملية السلام".
لم يمثل هذا موقف الفلسطينيون وحدهم، فإن رئيسة الوزراء البريطاني تيريزا ماي قد وصفت خطاب ترامب بأنه "غير مفيد".
أما رئيس الوزراء الإيطالي باولو جينتيلوني أوضح بأن تسوية وتحديد مستقبل القدس يتم ضمن إطار عملية السلام.
فيما اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانوئيل ماكرون، قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "الأحادي" حول نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس بأنه قرار مؤسف وأن فرنسا لايمكن أن تؤيده.
في ذات السياق، قد أبدا كلا من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس والبابا فرنسيس رفضهم لقرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، قبل التوصل إلى اتفاق الحل النهائي.
غير أنه وبعد خطاب الرئيس ترامب مساء أمس، طالب ثمانية من أعضاء مجلس الأمن الدولي بعقد اجتماع طارئ لبحث القرار.
حيث أكدوا بأن السفارة البريطانية في إسرائيل هي مقرها تل أبيب وليس هناك أي مخطط بنقلها.
إن التأثير الكامل لقرار ترامب بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل لم تعرف نتائجه ولم تكشف بعد، حتى أن صهره ومستشاره الخاص جاريد كوشنر لم يطلع عليها، غير أن كشف النقاب عن الخطة يتم العمل به من خلال فرق يهدف لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
غير أن القرار عمد على تأكيد صورة ترامب على أنه " كبير المخربين"، و هو لقب حصل عليه بعد أن تخلى عن بعض القضايا الدبلوماسية الحساسة والتي حدثت منذ عقود ماضية، وكمثال على هذا تخليه عن فكرة ( سياسة الصين الواحدة).
إذن أنه وقبل أدائه اليمين الدستوري شكك في الجدلية الدبلوماسية الحساسة والتي تكمن في سياسة الصين ( الصين الواحدة) والتي تتلخص بالاعتراف بالموقف الصيني القائل إن هناك صين واحدة فقط في العالم وأن تايوان جزء لا يتجزأ من هذه الصين.
وفي جدلية أخرى، وتحركات سياسية سابقة لترامب، فقد كان ينتقد الإدارة الأمريكية علناَ، فيما أطلق عليه زعيم كوريا الشمالية لقب " الرجل الصاروخ الصغير".
نهج ترامب قد ينجم عنه عواقب وتحركات على أرض الواقع، لاسيما وأنه بعد قرار الإعلان خرج مئات من الفلسطينيين الغاضبين في مظاهرات تجوب أنحاء المدن الفلسطينية رفضا لقرار ترامب بنقل السفارة وإعلان القدس عاصمة لإسرائيل، كما عمت المظاهرات مدينة غزة بجانب الضفة الغربية.
ترامب وإدارته وصفوا القرار أنه اعتراف حقيقي على أرض الواقع، لاسيما وأنه يدعم فكرة تركيز المؤسسات الحكومية الإسرائيلية في القدس، غير أن الحكومة تصر بأن أي اتفاق يحدث هو تأكيد على أن مدينة القدس هي عاصمة إسرائيل.
في ذات السياق، قال ترامب: " عندما وصلت إلى منصبي، وعدت بأن ألقي نظرة على تحديات العالم وبعين مرتقبة ومفتوحة بجانب إيجاد فكر جديد جداَ".
أضاف : "إننا لا نستطيع حل مشاكلنا من خلال تقديم نفس الافتراضات الفاشلة وتكرار ذات الاستراتيجيات الماضية الفاشلة".