الحدث- عصمت منصور
اختبار الأيام الأولى عقب اعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائي أظهر أن الصورة ليست سوداء حيث لم تلتحق به دول العالم بل العكس تماما جميعها أكدت أن موقفها كما هو من القدس الشرقية وأنها عاصمة الدولة الفلسطينية وهو ما يعتبر تبنيا صريحا للموقف الفلسطيني الذي يرى في القدس الغربية عاصمة لإسرائيل حتى أن دول مهمة مثل بريطانيا وألمانيا سارعت للتنصل من اعلان ترامب وفق منا نشرته صحيفة هارتس صباح اليوم الاحد.
عدة مدن في أوروبا شهدت مظاهرات مؤيدة للقضية الفلسطينية وإعلان ترامب تحول الى العنوان الرئيسي في العالم وأيضا العالم العربي شهد مظاهرات ضخمة ضد الإعلان وهو ما يعني انه حتى لو صمت الحكام العرب عن الإعلان فإن الراي العام العربي يقف ضده ويدعم الحق الفلسطيني.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية يريدون ان يظهروا انه ورغم الاحداث الكبرى في العالم والشرق الاوسط ان حل القضية الفلسطينية لازالت في قلب الاجماع العالمي والعربي وهذا سيخدم الرئيس أبو مازن في الضغط على أمريكا لإيجاد حل يتناسب مع تصوره وبرنامجه السياسي.
في مكتب الرئيس أبو مازن تنبهوا للإمكانية الكامنة في هذا الإعلان والأجواء التي خلقها وضرورة استغلالها من اجل التشديد على ان حل الدولتين هو الحل الأمثل ويجب الإسراع في تطبيقه او الاختيار بينه وبين دولة واحدة والتي سيعني القبول بقرار ترامب تفضيلها على الخيار الاول وهو ما سيعني الانطلاق نحو استراتيجية وترشيح مرشح فلسطيني لرئاسة بلدية القدس الموحدة.
من يتابع شبكات التواصل الاجتماعي في فلسطين والعالم العربي يرى عمق الكراهية التي يختزنها الشارع لدول الخليج والسعودية تحديدا وأيضا انتقاد الدور المصري وهو ما يعني ان لا مصر ولا السعودية قادرة على قبول اعلان ترامب والسيناريوهات التي تعدها ادارته للحل السياسي والضغط على السلطة لقبولها.
إسرائيل سترى في الإعلان تصريحا معلنا لها للبناء الاستيطاني في القدس وخارج الخط الأخضر وهو ما تفعله طوال الوقت.