الحدث ــ محمد بدر
نشر موقع ويلا العبري تحليلا حول طبيعة الأحداث التي جرت بعد إعلان ترامب، الذي ترجمته "الحدث".
فيما يلي نص التحليل مترجم:
لا تزال أحداث الأيام الأخيرة في قطاع غزة والضفة الغربية لا تذكر مقارنة مع ما حدث في عامي 1987 و 2000، على الرغم من الجهود الدعائية غير المسبوقة. ولا يزال الخطر الكبير يتمثل في هجوم من قطاع غزة، وحركة حماس لا تبذل جهدا لمنع ذلك كما كانت تفعل في السابق.
وعلى الرغم من حرص رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية على وصف ما حدث في الأيام الأخيرة بـ "الانتفاضة"، فإن ما يجري في الميدان هو أبعد ما يكون عن ما حدث قبل 30 عاما، مع اندلاع الانتفاضة الأولى. كما أن الأحداث الحالية لا تشبه الأيام الأولى لانتفاضة الأقصى، بعد زيارة أرئيل شارون إلى الأقصى في سبتمبر 2000.
وفي أغلب الأحوال، يمكن أن يطلق على الأحداث بـ "انتفاضة لايت"، وهذه أيضا مبالغة، خرج عدة آلاف من الناس في الضفة الغربية وقطاع غزة. ويدّعي جيش الاحتلال الإسرائيلي أن نحو 3000 شخص فقط شاركوا في المظاهرات والمواجهات في الضفة الغربية، حتى لو افترضنا أن هذا العدد غير صحيح وأن العدد أكبر، فإنه لا يساوي بكل الأحوال تظاهرة متوسطة الحجم خلال الانتفاضة الأولى، ورغم الجهود الدعائية لحركة فتح ولحماس، إلا أن العدد الذي استجاب ليس بالعدد المطلوب.
ومع ذلك، المشكلة ليست بالضرورة في المظاهرات أو المواجهات العنيفة، عمليا لا يزال الخطر الكبير يتمثل في هجوم كبير يخرج من الضفة الغربية أو اندلاع مواجهة خطيرة في قطاع غزة، حماس لا تريد مواجهة موسعة في غزة، لذلك فهي تفعل كل ما يمكن أن تفعله لتصعيد الأوضاع في الضفة الغربية.
حماس لا تزال تعمل على منع حرب شاملة مع إسرائيل، ولكن من الواضح أنها لا تبذل جهدا كبيرا في سبيل ذلك، وأطلقت العنان للمنظمات الأخرى لقصف "إسرائيل". وبالتالي، هذا اقتراب عملي من المواجهة الأوسع التي لا تريدها إسرائيل.
هنية والسنوار، يفهمون جيدا ما هو ثمن الحرب، ولا يبدو أنهم يعملون بجد بما فيه الكفاية لوقف التصعيد على الحدود.
إن حقيقة أنهم وافقوا على السماح لآلاف الفلسطينيين بالاقتراب من السياج الحدودي مع إدراكهم بأنه سيكون هناك جرحى وشهداء في هذه الأحداث يجعل من الواضح مدى استمرارهم في اللعب بالنار.
وماذا عن الضفة الغربية؟ إذا لم تكن هناك مفاجآت غير عادية، فإن الاحتجاج هناك سوف يتلاشى. ومن المأمول فيه أن لا يتكرر حدث مثل "محمد الدرة"، الذي أدى استشهاده إلى تفاقم المواجهات في عام 2000.
وبدون حدث كحدث استشهاد الدرة، فإنه سيجد الجمهور الفلسطيني في الضفة الغربية صعوبة في الاستمرار في النزول إلى الشوارع والتخلي عن روتينه اليومي، خاصة وأن قيادة السلطة الفلسطينية نفسها لا تزال حريصة على عدم كسر الأدوات تماما.
صحيح أن السلطة الفلسطينية أعلنت أنها لن تتفاوض مع الإدارة الأمريكية. ومع ذلك، وفيما يتعلق بالجانب الإسرائيلي، فإن السلطة الفلسطينية حذرة جدا، ولا توجد رسائل منها لنشطاء فتح على الأرض لاستنفاذ كل أدواتهم.