الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

طهران دمشق الضاحية...معادلة الحلفاء

2013-12-10 00:00:00
طهران دمشق الضاحية...معادلة الحلفاء
صورة ارشيفية

 فارس الصرفندي 

إعلامي وكاتب فلسطيني متخصص في الشأن الإيراني

الإمام علي الخامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، وقبل توقيع الاتفاق المبدئي بين إيران و1+5 أعطى أوامره للرئيس الإيراني حسن روحاني وللوفد المفاوض برئاسة محمد جواد ظريف بأن يتضمن الاتفاق بنداً واضحاً بحق إيران بالتخصيب ويعترف بها كدولة نووية. الإمام خامنئي كان قبل أعوام أصدر فتوى تحرم تصنيع السلاح النووي لما فيه من دمار للبشرية، هذه الفتوى ظلت طهران تؤكد على أنها الأساس في تعاملها مع مشروعها النووي الذي كان للأغراض السلمية، بالمقابل استعرضت الجمهورية الإسلامية بشكل دائم قوتها من خلال الصواريخ البالستية والطائرات بدون طيار سواء القادرة على المهاجمة أو المستطلعة بالإضافة للقطع البحرية التي تعتمد عليها بشكل رئيس حال تعرضها لأي هجوم سواء إسرائيلي أو غربي، وبما أن إيران لم تعلن يوماً أنها تسعى لامتلاك سلاح نووي يأتي الاتفاق كانتصار لدبلوماسيتها التي لم تبدأ بروحاني وظريف وإنما تعود لثنائي آخر هو من بدأ بهذه المفاوضات ولكن بشكل سري، هذا الثنائي هو نجاد – صالحي، المفاوضات الإيرانية الغربية والأهم الإيرانية- الأمريكية بدأت قبل مغادرة أحمدي نجاد سدة الحكم بثمانية أشهر تقريباً وتمركزت ليس فقط حول البرنامج النووي وإنما حول ترتيب أوراق المنطقة بشكل عام، الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت تسعى إلى اعتراف دولي بدورها الإقليمي الذي يمتد على مساحة أكبر من مساحة العالم العربي وهو ما سيتم في مؤتمر جنيف 2 المتعلق بالأزمة السورية، فتأكيد كافة الأطراف على ضرورة مشاركة طهران بأي مفاوضات حول سوريا يؤكد على هذه الفكرة، حتى دول الخليج التي صعقت من سرعة الاتفاق اضطرت على مدار الأيام الماضية أن تعيد حساباتها وأن تفكر ملياً باستثمار العلاقة مع إيران بدلاً من الاصطدام معها، فانتقال وزير خارجية الإمارات إلى طهران بعد أيام من توقيع الاتفاق رغم الخلاف التاريخي المتعلق بالجزر الثلاث وانتقال ظريف إلى الدوحة للقاء الأمير تميم رغم الصراع الإيراني القطري حول الأزمة السورية كلها مؤشرات على تشكيل مشهد جديد في الخليج ومن ثم في الشرق الأوسط. الدبلوماسية الإيرانية هي الأخرى ما زالت مستمرة اتجاه العالم العربي والخليجي منه تحديداً عبر تأكيدات روحاني وظريف وحتى المرشد بأن المرحلة المقبلة يجب أن تكون مرحلة تطوير وإنماء في المنطقة بالتعاون الإيراني الخليجي. السعودية هي الدولة الأكثر عداء للجمهورية الإسلامية الآن والأمر يتعلق بمناطق نفوذ وصل إليها الإيرانيون عبر اليد العليا العسكرية والدبلوماسية التي تعرف أين تضغط وأين تلقي بالأوراق وأين تنسحب بأصابع تلوح بالعودة بشروطها. الرياض التي تبنت المعارضه السورية ودعمت نظام البحرين بالسلاح والرجال لإجهاض الثورة السلمية هناك تدرك اليوم أن حلاً قادماً للملفات الساخنة يخالف آراءها وبأن جنيف التالي سيكون للمسألة البحرينية على الأغلب وهو ما ستفرضه طهران ضمن الحلول المقترحة وهذا الأمر يعني تراجع الدور السعودي لا محالة.

الحلفاء في المعادلة

المفاجأة التي سيطرت على حلفاء الولايات المتحدة من العرب على إثر توقيع اتفاق جنيف لم تسيطر على حلفاء إيران. فدمشق وبغداد والضاحية الجنوبية وبعض الفصائل الفلسطينية وقوى الثورة البحرينية كانوا على اطلاع بسير المفاوضات وكانت تصلهم تقارير من العاصمة الإيرانية جعلتهم يخرجون على الملأ ليعلنوا بأن انتصاراً قريباً سيراه العالم لحلف الممانعة والمقاومة وهو ما حدث. السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بين السطور وفي خطاباته أكد بأن المرحلة المقبلة لن تكون لصالح الطرف الآخر وبأن عليهم أن يأتوا الآن قبل أن يخسروا كل شيء. إيران الجديدة لديها ملفات كل منها يحتاج الى قراءة متأنية لكن جلها يتعلق بترتيب الأوراق السياسية في المنطقة