سأخبرك يا الله/ بقلم: أوس شاهين

سأخبرك يا الله

بكل شيء…
إنني سيء لا 
أجيد البداية،
وأجد نفسي بغير قصد
لا أتقن حتى النهاية.
بحثت عني في بيتك
والحكاية، فلم أرَ
سوى صمت المظلومين
وطرق للعبادة.
مرّ ألفا عام على
خلاصك، وما زال حتى 
اليوم متعبٌ لا يُرحم
إلا على أبواب القيامة!
سأخبرك يا الله
أن خبز الأرض هذي
يكفي كل الجائعين.
لا نحتاج أعجوبة
ليُعطى كل محتاج
رغيفا ويُكسى كل عار
برداء من ياسمين.
لماذا، يا الله، إخوتي في
الدنيا أمام البرد وفي العراء،
ومن لا يعرفونك إلا قولا
ما زالوا حتى اليوم
على عروشهم نائمين؟
لما تكون ربا للمتعبين
دون المترفين؟
ربا للفقراء
وحجة للمغتنين؟
أيعقل أن تكون 
الجنة الملاذ الأوحد
لكل المهزومين
والباذخين صنعوا في
الأرض مملكة حكرا
لأنفسهم دون أن ترميهم
ببقعة في السّجّين؟
ما أكبر هزيمتكم
ما أكثر عهركم
وما أحوجكم
لكل الكادحين!
سأخبرك يا الله
بأنني أخطأت مرارا
لا بحقك، أو بحق من
عبدوك، بل بصمتي
الخانع عن كل من
يبيت الليل دون مأوى،
ولولا المتخمون
فيك والقصور العالية
لما كانت هذي
الأرض ثكلى!
لا حاصد يحصد زرعه
ولا عامل يُعطى حقه
هو الإنسان أولى
بخيرات بعل
لا يوجد في السماء 
ركن للدرب المشتهى
لا معنى
لا معنى للحياة
إن لم يعطَ كل 
على قدره ولا مغزى
سأخبرك يا الله
أن الأرض دون
عدلك المنشود أصعب
للعيش من أصغر زنزانة
وكل منفى.