الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ترجمة الحدث | من السابق لأونه الاحتفال بإعلان ترامب حول القدس

2017-12-12 08:28:00 AM
ترجمة الحدث | من السابق لأونه الاحتفال بإعلان ترامب حول القدس
الرئيس الامريكي ترامب

 

الحدث- عصمت منصور

 

كتب وزير داخلية إسرائيل الأسبق عوزي برعام مقالا في هآرتس حول إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل والذي ترجمته الحدث. 

 

فيما يلي نص المقال مترجم: 

 

كان يمكن لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن القدس عاصمة لإسرائيل أن يفرحني جدا لأنني أؤمن بأهمية الاعتراف الدولي بالقدس كعاصمة لإسرائيل وهذا ما قلته بعد حرب ال 67 دون أن أجد سبب للاعتذار عن هذا الطلب أمام شركائي الفلسطينيين لأن الاعتراف سيكون كما افترضت في القدس الغربية التي نشأت بها كطفل مقدسي.

 

رغم أن هناك احياء عربية في القدس الغربية ضمت بعد حرب ال 67 ألا أن هذه الحرب التي كانت وحشية كانت محقة أيضا وهذا ما جعلني أؤمن أن العالم لا يملك السبب في عدم الاعتراف بها لأن فيها بيت رئيس الدولة والكنيست وسوق محني يودا وهي أماكن تستحق الاعتراف وتكون عاصمة لإسرائيل.

 

عملت لسنوات طويلة مع رئيس بلدية القدس تيدي كولك ولا أبالغ اذا قلت إن مئات الساعات كرست للعمل على توحيد المدينة المقسمة وأيضا عندما كنت وزيرا للداخلية اخذت في الاعتبار المشاريع التي هدفت الى توحيدها وحاربت المشاريع التي تغذي الكراهية والعداء فيها.

 

الشعور أن المدينة موحدة نبع من عدم وجود رؤيةمقت معمقة وهيمنة الرؤية الخلاصية الدينية.

 

عندما استمعت إلى إعلان ترامب لم أشعر بالفرح وكان يمكن لهذا الإعلان أن يكون مفرحا لو لدينا قيادة قادرة على أن ترى في هذا الإعلان شرارة عودة الأشياء لطبيعتها وهذا ما لن يحدث اليوم.

 

لو أن ترامب أعلن عن القدس الغربية عاصمة لدولة إسرائيل وعبر عن هذا بشكل مباشر وصريح وليس بالإيحاء كما فعل الان وترك المجال واسعا للتأويل عندها كنت سأفرح حتى لو لم يتحدث عن وضعها المستقبلي.

 

مشكلتي ليست مع ترامب لأن ترامب مشكلة المواطنين الأمريكيين ومشكلة العالم أجمع بسبب تحركه في العالم مثل القناص الذي يطلق النار في كل الاتجاهات كما يحلو له.

 

مشكلتي الحقيقية مع حكومة إسرائيل التي تحتفل بإعلان ترامب.

 

هذه الحكومة يوجد فيها سطحيون وجهلة مثل ميري ريجب ممن يفكرون كيف يحولون هذا الإعلان إلى أصوات في صندوق الانتخابات لخدمة مصالحهم الخاصة.

 

هؤلاء أيضا لا يقلقونني على سطحيتهم، يقلقني حقا أن الليكود تبنى الرؤية الخلاصية المسيحية التي ينشرها المستوطنين في الأراضي المحتلة والتي بشر بها الحاخام داف ليؤر وبتسلل وامثالهم ممن يروجون لفكرة أن الرب هو المسؤول عن إعلان ترامب وعليهم ارسال جنودهم من أجل ضمان وقوع الخلاص واستمراره.

 

من وجهة نظرهم فأن الحديث يدور عن إنجاز إلهي ومن يقف في وجهه أثم ومخالف لتوصيات الرب، والخطر كامن في حكومة إسرائيل التي تبنت هذا التفسير.

 

إسرائيل ستزدهر فقط عند ظهور قيادة وشعب قادرة على فصل في الصراع مع الفلسطينيين عن الأفكار الدينية التي ستقود إلى تحويل الصراع إلى صراع ديني مقدس وتحول إسرائيل إلى دولة تمييز عنصري.

 

لهذه الأسباب لم استطع الاحتفال بإعلان ترامب الذي اعتبره غير مسؤول وسيقودنا الى كارثة محققة.