الحدث- عصمت منصور
نشر موقع المنتور تحليلا للـكاتب الإسرائيلي شلومو الدار، حول تبعات إعلات ترامب القدس عاصمة إسرائيل.
فيما يلي نص التحليل مترجم:
كان من المفترض أن تهدف زيارة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إلى تمهيد الأرضية من أجل طرح مبادرة السلام الأمريكية إلا أن إعلان الرئيس أبو مازن أنه لن يستقبله بعد إعلان ترامب القدس عاصمة لدولة إسرائيل حول الزيارة إلى طقس يبلغ ذروته في زيارة حائط البراق فيما لو تمت.
من ناحية الفلسطينيين فإن هذا الإعلان والحديث الذي أطلقه البيت الأبيض حول حائط البراق إنما يصب الزيت على النار المشتعلة على الأرض.
وأعلن الرئيس أبو مازن أن الإعلان الأمريكي حول حائط البراق تثبت مرة أخرى أن الإدارة الحالية منحازة كليا ًوهو ما يضعها خارج عملية السلام وأن لا معنى للحديث معها ووساطتها.
وسارعت حركة فتح إلى الأعلان أنها أجرت تقييم للوضع وقررت الاستمرار في التصعيد على الأرض.
إعلان الرئيس الأمريكي شطب شرعية الرئيس الفلسطيني في الأوساط الشعبية وهو ما أثبته الاستطلاع الذي أجراه المركز الذي يرأسه خليل الشقاقي بعد إعلان ترامب والذي أجري مع 1270 فلسطيني أظهر أن 70% من الفلسطينيين لا يريدون الرئيس أبو مازن و44% يرون أن الطريقة الأفضل لإقامة الدولة الفلسطينية هي الكفاح المسلح.
الأجواء التي عكسها الاستطلاع تنعكس على سلوك حركة فتح حيث قال للموقع مسؤول فتحاوي إن الرئيس "تحول إلى عبئ على الحركة مضيفا أن الرئيس يدرك هذا أيضا وأنه إن لم يستخلص النتائج في القريب العاجل سينشأ صراع داخلي على السلطة وهو صراع أن تكون أو لا تكون.
ومن يقوم مواجهات أيام الغضب من فتح هو محمود العالول الذي تم تعينه نائبا للرئيس رغم معارضة الرئيس لسنوات تعين نائب له إلا أنه قرر اتخاذ هذه الخطوة بسبب الحراك الداخلي في الحركة ومن أجل حجب ترشح مرشحين أخرين يشكلون تهديد اقوى على الرئيس.
العالول يقرأ كما يتضح الخارطة ومشاعر الجمهور الفلسطيني الذي لم يعد يؤمن بالوساطة الأمريكية وقدرتها على إنهاء الاحتلال.
بعد إعلان البيت الأبيض حول حائط البراق قال العالول: اتفاق أوسلو انتهى ونحن نعيش صراع متواصل مع الاحتلال وهو صراع لن يتوقف، تبنينا سياسة المقاومة الشعبية.
وقال منسق جيش الاحتلال يؤاف مردخاي إن هذه التصريحات تعتبر دعوة للكفاح المسلح ونشر على أثرها تحذير للعالول وأصدقائه على صفحته على الفيس بوك مشيرا ً إلى أن هذا التحريض يقود في النهاية إلى أعمال على الأرض ضد إسرائيل.
من المشكوك فيه أن تنجح تهديدات إسرائيل في تهدئة النبرة التصعيدية في أوساط المتنافسين على زعامة حركة فتح.
الصراع على خلافة الرئيس أبو مازن بدأ ومن أجل البروز والتفوق فإن كل مسؤول يرى نفسه مرشحا سيتبنى خط تصعيدي أكثر من الرئيس الذي تبنى مقاربة سلمية سئم منها الشعب الفلسطيني.
اللهجة التصعيدية لقادة فتح ستتصاعد كلما اشتدت معركة الخلافة وهنا من المثير للفضول سماع صوت المرشح الآخر المحتمل لخلافة الرئيس محمد دحلان الذي لا زال يلتزم الصمت ولكن كما يبدو ليس لوقت طويل.