الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الفصائل: دورنا الآن قيادة "الانتفاضة الفردية" وهي قادمة بلا شك

2014-11-18 04:35:59 PM
 الفصائل: دورنا الآن قيادة
صورة ارشيفية
 
الحدث – فرح المصري
 
تشهد الساحة الفلسطينية مؤخرا، ازديادا ملحوظا في عمليات المقاومة الفردية؛ كظاهرة وجدت للتصدي للانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات والمواطنين في الضفة الغربية والقدس؛ وفي ظل غياب أفق لحل سياسي باتت "الانتفاضة" الخيار الوحيد أو الأٍقرب أمام الفلسطينيين.
 
وازدياد الانتهاكات الإسرائيلية بحق أبناء شعبنا خاصة في مدينة القدس المحتلة، ومحاولة تهويد المسجد الأقصى المبارك وتقسيمه مكانيا وزمانيا كما فعلوا في الحرم الإبراهيمي الشريف، لم يكن بالأمر السهل عند العديد من المواطنين؛ وبصورة فردية وتخطيط سريع من دون تفكير معمق، جاء الرد قاسيا وسريعا، عمليات دهس مستوطنين، وإطلاق نار من نقطة الصفر، والهجوم بالسلاح الأبيض.. والهدف واحد القدس ستبقى للفلسطينيين ولن نسكت.
 
وفي هذا السياق، الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي يقول، "إن ردود الفعل التي تشهدها الساحة الفلسطينية تعد ردود فعل طبيعية وبوسائل متاحة لجمهور الشباب الفلسطيني من الذين يشاهدون المماراسات والجرائم الإسرائيلية من قبل المتطرفين والمستوطنين، وأعتقد أنها تعبر عن رد فعل أكثر من أي شيء آخر وهي تأتي في ظل غياب أفق سياسي واضح".
 
وأضاف الصالحي لـ"الحدث": "أن تصاعد المواجهات مع الاحتلال سيزداد في كل المناطق، فالمناخ السائد يشير إلى إمكانية اندلاع انتفاضة جديدة، أساسها الحصول على "الدولة الفلسطينية" المعترف بها في الأمم المتحدة، والحفاظ على حقوق اللاجئين".
 
وشدد على ضرورة أن يكون هناك هدف سياسي واضح للانتفاضة، وضرورة تنظيم الشعب الفلسطيني تحت راية واحدة وأهداف واحدة لإنجاحها، حتى لا تكون حالة عفوية".
 
بدوره، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم: "إن حكومة نتنياهو لا يمكن أن ترتكب كل هذه الجرائم بحق شعبنا وطردهم من بيوتهم والاعتداء على مقدساتهم، دون توقعها أن يكون هناك رد على هذه الجرائم، وتصدي جماهيرنا لعصابات المستوطنين".
 
وأضاف لـ"الحدث": "أن كافة الردود الفلسطينية متوقعة بعد هذه الجرائم البشعة والمتتالية التي يقوم بها المستوطنون، وهي تأتي في سياق الهبة الجماهيرية الواسعة للوقوف ضد التهويد من قبل حكومة نتنياهو بالتنسيق مع عصابات المستوطنين".
 
وأشار عبد الكريم، إلى ضرورة بذل الأحزاب السياسية المزيد من الجهد، وضروره انخراطها في هذه الهبة الجماهيرية وتنظيمها لتأخذ المنحى المطلوب وتمكينها من التصدي للهمجية الإسرائيلية".
 
وأكد أن هذه السياسة تهيأ كل العوامل الضرورية من أجل توفير شروط اندلاع انتفاضة جديدة، فليس من المستغرب أن نشهد انتفاضة ثالثة، وهي بلا شك أحد الخيارات التي تفرض نفسها على الساحة الفلسطينية في ظل جرائم الاحتلال".
 
من جهته، قال المحلل السياسي طلال عوكل لـ"الحدث": "إن تصاعد عمليات المقاومة، يعد رد فعل طبيعي لكنه لا يوازي حجم الفعل الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية، فالمواطن الفلسطيني أصبح يضحي بنفسه من شدة ألمه وشعوره بالخطر".
 
وأضاف: "بالنظر موضوعيا لهذه العمليات، نرى أن عملية اليوم سواء كانت منظمة أو غير منظمة تأتي تعبيرا عن الغليان الذي يدور في الشارع الفلسطيني، لأن المواطن أصبح يشعر بالاستهداف، ومشهد الأمس يعد أكبر مثالا، حيث قام متطرفون إسرائيليون بشنق سائق فلسطيني لحافلة إسرائيلية تحمل إسرائيليين".
 
وأكد عوكل لـ"الحدث": "كل هذه الردود الفلسطينية تعد أولية، لكن هذه الردود في الغالب فردية وغير حزبية، وحتى تلك التي تصدر التنظيمات أوامر فيها تكون عن طريق استخدام وسائل متاحة كالطعن والدعس، فاستخدام السلاح الناري محدود في هذه العمليات".
 
ورأى: "أن الأحزاب السياسية لا تقوم بمسؤوليتها تجاه تعبئة الشارع سياسيا، وهناك قصور في هذا الموضوع فالسلطة تعد حزب سياسي مثلا، ولكنها بالرغم من الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة بحق المقدسات والمواطنين، إلا أنها حتى اللحظة لم تتوجه لمجلس الأمن الدولي رغم أنها أعلنت سابقا عن نيتها التوجه للمجلس منذ أسبوعين، ويجب على القيادة التوجه فورا لمجلس الأمن لحماية القدس والفلسطينيين".
 
وفي ذات السياق، قالت النائب في المجلس التشريعي نجاة أبو بكر: "إن ثقل أوزان الوعي لدى الفلسطينين بالظلم الإسرائيلي وعبثهم في برميل البارود الديني، يعد أبرز القضايا التي جاءت سببا لعملية اليوم".
 
وأضافت لـ"الحدث": "أن ما نشهده اليوم لا يسمى انتفاضة وما يقوم به الفلسطينيون يعد رد فعل فردي على الانتهاكات الإسرئيلية في القدس والضفة الغربية، واليوم نشهد فلتان للعقل التلموذي الإسرائيلي؛ إسرائيل لا يحكمها السياسيون بل المستوطنون".
 
وأكدت أبو بكر أهمية دور القوى الفلسطينية في قيادة هذه العمليات، والأحزاب السياسية لغاية الآن لا تقوم بمسؤوليتها اتجاه تعبئة الشارع سياسيا بل تقف متفرجة وغير فاعلة في الساحة الفلسطينية".