الحدث ــ محمد بدر
نشرت القناة الإسرائيلية الأولى تحليلا تعرضت إلى سر اختفاء يحيى السنوار عن الأنظار المفاجئ، والذي ترجمته "الحدث"
فيما يلي نص التحليل:
حماس هي التي تسمح بإطلاق الصواريخ بشكل متقطع، وتريد حماس من ذلك فرض قواعد جديدة في المنطقة الجنوبية، ومع ذلك فإن حماس غير معنية بتصعيد مفتوح، وعلى القيادة السياسية في إسرائيل تصعيد الرد العسكري بطريقة ذكية تمنع نشوب حرب حقيقية.
والطريقة التي تتم فيها إطلاق الصواريخ، أشبه بالتنقيط، ويبدو أن حماس لا تكبح جماح المنظمات العسكرية كالجهاد الإسلامي في هذه المرحلة، وبالرغم من الرد العسكري الإسرائيلي إلا أن حماس ما زالت تسمح لهذه المنظمات بالقصف.
هاجمت إسرائيل أهدافا لحماس وللجهاد الإسلامي في قطاع غزة، وأغلقت المعابر ومنعت دخول البضائع لممارسة ضغوط إقتصادية على حماس من أجل وقف إطلاق الصواريخ، ولكن جدوى، وبالنسبة لحماس فإنها تسعى لتغيير قواعد الإشتباك في غزة.
حماس بشكل واضح تعتقد بأن الوضع الإقليمي والدولي لا يسمح لإسرائيل بالدخول في مواجهة عسكرية، ولذلك فهي ترى أن إسرائيل مضطرة لاستيعاب القصف المتكرر المتقطع، ومن ناحية أخرى فإن حماس تعتقد بأن أي مواجهة مع غززة يعني أن مواجهة أخرى قد تشتعل في ذات الوقت؛ مواجهة مع حزب الله وإيران في الشمال، عندها ستجد إسرائيل نفسها تقاتل في جبهتين.
ويضاف إلى ذلك أن التوتر الكبير القائم في القدس الشرقية والضفة الغربية والداخل المحتل بعد إعلان ترامب يمكن أن يؤدي أيضا إلى أعمال "عنف" كبيرة، من شانها أن تستنزف قوات الأمن الإسرائيلية. وهكذا، فإن حماس قد تسمح بشكل دائم للمنظمات في غزة بقصف إسرائيل خلال زيارة نائب الريس الأمريكي وقبلها وبعدها.
ويبدو أن قيادة حماس العسكرية مستفيدة من التصعيد القائم، حماس تريد ان تظهر كأب روحي لهذه المواجهة، وذلك لتحقيق مكاسب شعبية على حساب السلطة.
يحيى السنوار، ليس قائدا سياسيا فقط في حماس، السنوار قيادي عسكري، ومنذ فترة اختفى عن الظهور في وسائل الاعلام وحتى الاتصال معها، كما يبدو فإن الرجل يشارك بشكل عملي في الإستعداد لمعركة عسكرية، ومع ذلك فإن حماس قد تكون غير معنية في هذه المعركة.
حماس في موضوع المصالحة، لم ترد على شروط فتح حتى اللحظة، ولم تطبق الشروط المطلوبة منها.
حماس تعلم جيدا أن أي حملة عسكرية على غزة، قد تشتت أنظار الإقليم والعالم عن قرار ترامب، وهذا الأمر بدوره يخدم أمريكا وإسرائيل.
إسرائيل ليست مهتمة بإعادة احتلال قطاع غزة أو الإطاحة بنظام حماس، فلا يوجد حاليا بديل آخر لنظام حماس في قطاع غزة، ولكن حماس تواصل توجيه مئات الشباب من قطاع غزة لمواجهة قوات جيش الاحتلال على السياج الحدودي والسماح بنيران الصواريخ الفردية، كل ذلك من أجل إظهار أنها تقود الكفاح الفلسطيني من أجل القدس وضد إعلان ترامب.
يجب على إسرائيل أن لا توافق على الواقع الجديد الذي تحاول حماس فرضه على الأرض، وتغيير قواعد اللعبة وتطبيع إسرائيل إلى حالة دائمة من إطلاق الصواريخ. لذلك، يجب على إسرائيل أن تكثف ردها العسكري ضد حماس بطريقة مستنيرة من أجل نقل الرسالة اللازمة إليها، ولكن دون كسر كامل للحالة، وقد تحتاج إسرائيل إلى النظر بجدية في استئناف سياسة "الاغتيالات " في قطاع غزة.
وفي الوقت نفسه، يجب على إسرائيل أن تستفيد من علاقتها مع مصر لكبح جماح حماس في قطاع غزة، خصوصا وأن مصر ليس لديها مصلحة في معركة عسكرية شاملة بين إسرائيل وحماس، حتى لا تتدهور الأمور في سيناء.
حماس تتوقع من إسرائيل ومصر ممارسة الضغط على السلطة الفلسطينية من أجل إنهاء عقوبات محمود عباس ضد قطاع غزة، قد تتصرف إسرائيل ومصر في هذا الاتجاه للحد من التوترات الداخلية في قطاع غزة بسبب الوضع الاقتصادي الصعب.