أزل اللثام عن الكلام
واكتب لصاحبة المقام
عذراً أيا مهوى الفؤاد ترنحت
نظم المعالم والسلامْ
وبكيتُ لحنك في الدجى
لغةً يخاطبها الهمامْ
فتبسمَّ الثغر المدجج بالأسى
فرحاً لصندوق الوئام
وازدان ترياق البريق توهجاً
في صورة الفكر المرام
وتهدرج التاريخ يعلن قصةً
بين الحلاوة والرٌّغام ( الرغام : المُخاط )
واستشرس الصنديد يعلن دولةً
بين المقابر في الزِّحام
واستبدرتني طفلةٌ بين
الأقاحي الداعيات لِلِانْتقامْ
فأجبت سرد َ حقيقتي
بين الجداول والرُّكام
لتقولَ أستاذي المُفدى
أزل اللثام عن الكلام
وكأن بي من دهشتي
صرعٌ يؤججه النظام
فغضبت أعلن حضرتي
بين الموارد والأنام
فتبسمت مني الصغيرة وانبرى
مني اللسان مع السِّقامْ
وتقول هيهات استقم
واقنع بأنَّك ذو سقام
أولست من كتب السِّقا
بالكسر من قبل المرام
أوَ لست من عطف البيان
على القواعدِ ناسيًا متن العظامْ
أوَ لست أنت السيد الباكي
لأجل كرامة الطفل المُضام
يا مُهجة القلب الرؤوم تجمُّلاً
أزل اللثام عن الكلامْ
فعجبت من إبداعها
عند الترحُّل والمُقام
ومضيت أكتب وِرْدها
في نظم صاحبة السلام
وكأن عندي قيدها
بقطوف من نفظ الرُّكام
بمرام من كتبَ النُّهى
بعيون من شدَّ الخِطام
أيقنت ورد سلامها
في باب ساحرة السِّهام
وكتب أسند قصتي
أسدٌ ترنَّح في الخِصامْ
صرعته طفلة ماجدٍ
بكلامِ أصحاب الحُسام
ولأجل كلِّ كلامها
ومقامها وسط الكرام
أرخيت ساحل نابضي
لأقول جدَّدْتُ الكلام
قردٌ يلاحق ثعلبًا
والأُسْدُ يقتلها القُمام
ولعل كرشَ مُفَهْرَسٍ
تُعطيك ألوان الظلام
فاهنأ بأنك سيِّدٌ
بين المقاوم والمقام
وابسم لقولِ قصيدتي
أزل اللثام عن الكلام
وانظم عقودَ محبَّةٍ
واكتب سجلك للأنام
واشرح رصيد محبتي
عند المحافل للكرام
وانقش بكل سواعدٍ
تُسقى بماء الاحترام
الضوء ينشأ باكياً
وكأنَّ حسرته الظلام
سرعان ما يبدو الضيا
ويلوحُ محراب الإمام
ويُقيم خطبة جمعة
في سبتِ إسبات النَّعام
ويُقيلَ عثرة مالكٍ
لمقامِ دفع الالتزام
مُتفيهقاً بزمانهِ
وكأنَّ صاحبنا استقام
والله يا صاح الهوى
ما الدين إلا الاحتكام
فالعين تنظر للخُطى
والدين يُحْكِمُهُ العِظام
أنا قد مضيت لساحلي
في مخدع النَّسْرِ الهُمامْ
لأقول أيْ يا صاحبي
أزِلِ اللِّثام عن الكلامْ
* عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين- عضو المجلس الدولي للغة العربية