الأخبار الأولية التي تناقلها الإعلام الإسرائيلي حول الإجراءات العقابية السبعة التي تشمل وقف وقطع العلاقات مع السلطة الفلسطينية، بما يشمل أيضا وقف المساعدات المالية، هي الاختبار الحقيقي لنا شعبا وقيادة.
هي المرة الأولى التي بإمكاننا أن نقف فيها موحدين، وأن نعيد فيها الزخم لأهمية قضيتنا باعتبارها مركز الشرعية للأنظمة العربية التي لطالما استخدمتها ذريعة في تبرير وجودها في الحكم بصفتها الأنظمة الحامية والمدافعة عن القضية الفلسطينية.
واليوم، ولأن العرب يعتقدون أنهم لم يعودوا بحاجة إلى القضية الفلسطينية لتبرير وجودهم، وتبرير فتح علاقات مباشرة مع دولة الاحتلال، وهو على خلاف ما يقوله الشارع العربي اليوم، تسخر كل هذه الأنظمة كل ما أتيت من قوة لكسر الفلسطيني، الذي لن يُكسر.
العرب، والمجتمع الدولي، مسخرون اليوم لتمرير صفقة القرن، متمترسين خلف المال السياسي الذي أغدق على الشعب الفلسطيني، طوال سنوات أوسلو التعس، كوسيلة ضغط رئيسية لتمرير معادلة سلام مجحفة، عبر القيادة الفلسطينية الحالية والتي ان لم توافق عليها، فإنه سيتم استبدالها بقيادة بديلة لها.
اليوم على قيادة السلطة الفلسطينية أن تكون جاهزة لمواجهة هذه الإجراءات بخطوات عملية جدية، فخلاف ذلك لا يعني سوى أن الفلسطيني سيرضخ للأبد، ولن تكون له دولة ذات سيادة بعد الآن، فسقف التفاوض ارتفع كثيرا، بحيث لن يكون بمقدور أي قيادة فلسطينية تحمل أعباء تمرير أي مشروع سياسي وحدها، بموجب المعطيات التي يتم الحديث عنها.
وعليه، يجب أن يكون هناك مجموعة من الإجراءات نرد فيها على قرارات المقاطعة الأمريكية:
أولا: ضرورة تشكيل قيادة فلسطينية موحدة برئاسة الرئيس محمود عباس، تضم الأمناء العامين لكافة الفصائل، بما فيها حماس والجهاد الإسلامي، وممثلين عن المجتمع المدني، تخرج قراراتها بالتوافق، وتكون مهمتها الأساسية الاتفاق على آليات المواجهة في المرحلة المقبلة. قد تسمى "المجلس الرئاسي"، وتكون صمام أمان للقيادة الحالية، وتكون ممثلا لتوجهات الشارع الفلسطيني.
ثانيا: إشراك القطاع الخاص الفلسطيني في الإيفاء بالتزاماته تجاه الوطن، بحيث يتم إصدار قرار بقانون باقتطاع نسبة من أرباحه لمواجهة الأزمة المالية المتوقعة التي ستتعرض لها السلطة الفلسطينية.
ثالثا: إعادة النظر في السياسات المالية للسلطة، بحيث يتم اتباع سياسة تقشفية حقيقية.
رابعا: الإعلان عن مقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية ومنع دخولها للسوق الفلسطيني، على أن يتم توسيع الحملة لتشمل العالم العربي الذي يعتبر السوق الأكبر للبضائع الأمريكية.
خامسا: تبني برنامج تكافل وطني يشارك فيه المواطن.
سادسا: وضع برنامج فعاليات انتفاضة وطنية سلمية تصاعدية لدعم القيادة الفلسطينية، ورفض آليات التعاطي الأمريكي-الإسرائيلي مع القضية الفلسطينية.، إشراك الجاليات الفلسطينية في الشتات، وحثها على استمرار النزول إلى الشارع، والتظاهر ضد المواقف المجحفة تجاة الشعب الفلسطيني.
سابعا: إطلاق حملة إعلامية عربية موحدة، تنقل وترصد وتوثق.