الحدث ــ محمد بدر
نشر مركز القدس الإسرائيلي للدراسات مقالا حول ما وصلت إليه المصالحة الفلسطينية في ظل إعلان ترامب، والذي ترجمته "الحدث".
فيما يلي نص المقال مترجما:
أكد يحيى السنوار أن المصالحة الفلسطينية مهددة بالإنهيار، وأن حماس لن تعود لحكم القطاع. عمليا عطّل إعلان ترامب المصالحة، ولم تعد على جدول الأعمال.
خلال الأسبوع الماضي، تحدث الضابط في المخابرات المصرية سامح نبيل مع قائد حركة حماس إسماعيل هنية والقيادي في فتح عزام الأحمد، وطلب منهم عدم الإدلاء بأي تصريحات من شأنها توتير العلاقة بين الحركتين. مؤكدا لهم أن مصر ماضية في تحقيق المصالحة رغم كل العقبات.
فعليا، المصالحة الآن تتنفس اصطناعيا، وهي في مرحلة خطيرة، ولكن مصر مصرة أن تعيد الحياة للمصالحة، وبالنسبة لحماس وفتح فإنهم دخلوا مرحلة اللوم وتحميل المسؤولية عن الفشل.
السنوار وبشكل علني، أعلن عن انهيار المصالحة، مدعيا أن هناك أطراف تريد من حماس نزع سلاحها وإغلاق أنفاقها، وبعبارة أخرى فإن السنوار يعلن بأن نموذج حزب الله لا يمكن أن يطبق في ظل إصرار السلطة على أن لا يستنسخ في قطاع غزة، وبالنسبة لحماس فإن السلاح والأنفاق هي أكسجين عملها بصفتها حركة مقاومة بالأساس.
حماس بالأساس ذهبت للمصالحة من أجل أن تتخلص من أعباء الحكم في قطاع غزة، وكانت تخشى أن تنتقل ظاهرة الربيع العربي إلى غزة وأن يتم إسقاطها شعبيا، خاصة مع الوضع الإنساني السيء في القطاع.
خلال حكم حماس في القطاع، كان هناك تذمر شديد من قبل الغزيين من بعض مظاهر الفساد لديها في الإدارة، وتريد حماس أن تعود لقلوب الناس من خلال السلاح هذه المرة.
وكان من المفترض أن يشكل إعلان ترامب سببا قويا لتوحد كل من حماس وفتح، والوقوف ضد إسرائيل، ولكن من المفارقات التي حدثت بعد الإعلان أن المصالحة بدأت في طور خطير. وكما يبدو فإن المصالحة عادت للثلاجة المصرية.
وبالنسبة للشارع الفلسطيني، فإنه ما زال يعتقد أن المصالحة جزء من مؤامرة إقليمية تقودها المملكة السعودية ومصر، من أجل إخضاع حماس وسقفها السياسي وذلك لتمرير مشروع صفقة القرن.
ومصر اليوم بعد إعلان ترامب، هي أيضا في وضع سيء، فالإدارة الأمريكية بدأت بمعاقبتها وستقطع عنها المساعدات بعد توجهها لمجلس الأمن لاستصدار قرار ضد إعلان ترامب.
إن المصالحة الفلسطينية الداخلية قد تراجعت من جدول الأعمال العربي والفلسطيني، ولن تعود إلى العناوين إلا إذا كان هناك أفق سياسي على الطريق.