الحدث - ريم أبو لبن
" بيان المثقفين الفلسطينيين حول القدس والذي تسرع بالتوقيع عليه مثقفون عرب، يغرق من شوربة أوسلو ليطعم الناس وجبة انتهت صلاحية كل مكوناتها". هكذا وصف الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي وعلى صفحته الخاصة عبر الموقع الإلكتروني "فيس بوك" بيان المثقفين الفلسطينيين حول قضية القدس ووسمه بـ " البيان الساكت".
كتب : " هذا بيان ساكت، يتجنب توجيه أي انتقاد للسياسات والخيارات والقرارات التي طلبت من شعبنا السير خلفها لتحقيق النصر عبر التفاوض، ولم تخبره أبداَ ماذا ستفعل إن فشلت، وها هو الفشل الساطع أتٍ من كل طريق دون أن يطالب أحدٌ أحداَ حتى بالاعتذار".
وأضاف معاتباَ الكتاب والشعراء: " لا أعرف من صاغ هذا البيان لكتي أحترم كثيراَ من الأسماء التي يبدو أنها وقعت على عنوانه دون أن تتمعن في تفاصيله، بل إن فيهم كتاباً وشعراء وروائيين أعدهم من الأصدقاء والمحبين ولهؤلاء، فلسطينيين وعرباً، أكتب معاتباً لا مهاجماً، راجياً منهم أن يسحبوا توقيعاتهم على هذا البيان. فهم بالتاكيد، بتاريخهم الأدبي والنضالي، قلوبهم في مكان وتوقيعاتهم في مكان آخر".
وفي ذات السياق، كتب موضحاَ دور المثقف : " المثقف هو ابن الحقيقة الباقية، والسياسيّ هو ابن التعليمات والأوامر والوشوشات والتقلبات والتغيرات وموازين القوى. والحقيقة أن فلسطين هي كل فلسطين وأن القدس هي كل القدس".
ولم يستستلم قلمه بعد، وكتب: " لم أكن أحسب بأني أعيش إلى زمن يروض فيه مثقفونا وجدانهم، بحيث يمسكون بدل الأقلام مقصات تفصل حجم الوطن على مقاس قدرات موظفين سياسيين عابرين في فترة موحلة".
وعن الوطن تحدث : "الوطن ليس قدرات المتفاوضين باسمه مهما كان فيهم من ذكاء أو غباء، والمواطن السوي والمثقف السوي لا يعرّف وطنه بلغة سياسيّ مصاب بوباء إرضاء العدو والمجتمع الدولي والدول المانحة، ويطالبك بخبثٍ مدروس أن تكون واقعياً، كأن الشهداء والجرحى والأسرى ليسوا واقعاً، وكأن الوجع والصبر ونفاذ الصبر والتحمّل والخذلان والتواطؤ ليست واقعاً، وكأن مدهشات الأجيال وممكناتها ومفاجأتها ليست واقعاً.
أضاف : "أيها المؤيدون لـ أوسلو والمستفيدون منها والساكتون عليها طوال ربع قرن،القدس لم يتم احتلالها عام 1967م بل عام 1948 وبعده عام 1967 وهذا ليس رأياً بل رزنامة".