السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

صفقة سيحملها "قرن" "إنقاذ ما يمكن إنقاذه" بقلم: غسان عنبتاوي

2017-12-29 04:03:50 PM
صفقة سيحملها
غسان عنبتاوي

أبدت قيادة المنظمة خلال المحطات المتعددة من النضال ليونة كبيرة في التعاطي مع الحلول المطرحة دوليا وتعاطت معها "بإيجابية" وأولت اهتماما مفرطا لأهمية الراي العام العالمي تجاه حقوقنا الوطنية المشروعة في نيل الحرية والخلاص من المستعمر، وبالتالي ركزت وفاضلت اشكال محدده للنضال على أخرى املا في ان تحوز على تأييد ودعم مزيد من الدول سعيا لإنهاء الاحتلال عبر المحافل الدولية وضمن أطر المنظومة العالمية للأمم المتحدة ومجلس الأمن وغيرها من المرجعيات ذات الصلة.

 

وبعد ما يربو على ستون عاما من الصراع، نمت دولة الاحتلال وقوتها وارتباطاتها العضوية مع اقتصاديات مهمة في العالم، وتجاوزت تحالفاتها ما كان في السابق طي الكتمان ليصبح علنيا،

 

الرئيس الفلسطيني في خطابات عدة أعلن ان عام 2017 سيكون نهاية الاحتلال وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة، وسعى بشكل حثيث للحصول على تأييد مجلس الأمن لاعتبار فلسطين دولة، وحصلنا على اعتراف بنا كعضو مراقب في الأمم المتحدة وفشلنا في الحصول على العضوية الكاملة سواء لأخطاء تقنية في آليات تقديم القرارات للتصويت عليها او بسبب تواطئ البعض وعدم رغبتهم في الصدام مع الأمريكان،

وبخلاف الأمل الذي حملناه نتاج وعود القيادة الفلسطينية بما سيحمله عام 2017 جاءت الصفعة الكبرى للرئيس الفلسطيني ومشروعه السياسي ومشروع الحزب الحاكم الذي يمثله ابو مازن إذ خرجت علينا الولايات المتحدة وعلى لسان رئيسها المتهور ترامب، لتعترف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل منهية بذلك وهم صفتها بالوسيط النزيه في حل الصراع، ومتجاوزة كل القرارات الاممية والدولية باعتبار القدس ارض محتلة، وهي بفعلتها هذه ضربت مشروع السلام ضربة قاسمة في الصميم

 

وفي مواجهة ما يقال انه ات من مشاريع تصفيه جديدة ستطرح بلسان عربي سعودي خليجي إماراتي بالوكالة عن الادارة الامريكية عنوانها "إنقاذ ما يمكن إنقاذه" يبقى المطلوب فلسطينيا ضبط وتمتين الجبهة الداخلية فلسطينيا وإعادة الاعتبار للمشروع الوطني وركائزه غير القابلة للتفاوض او التراجع او التحايل عليها وإعادة صياغة قواعد الاشتباك مع الأطراف الأخرى المعادية، ولكن كل ذلك لن يتأتى قبل إنجاز الوحدة الوطنية ميدانيا وسياسيا وإعادة الاعتبار الفوري لمنظمة التحرير بصفتها الجسد الناظم والممثل الثوري للشعب الفلسطيني وحامية حقوقه المشروعة  وتبني برنامج نضالي وكفاحي في مواجهة العدوان. المطلب الأهم هو وقفة مراجعة نقدية للمسار السياسي والميداني وأدوات النضال المستخدمة لنيل الحقوق ولدور رموز المراحل والتي فشلت برامجها وسياساتها ونهجها في قيادة المرحلة 

 

ان الطلب من الجماهير الانتفاض والتضحية في ظل نفس النهج ونفس القيادة لن يجدي ولن يؤتي اي ثمار طالما لم تعلن ذات القيادة صراحة وبما لا رجعة عنه انتهاء أوسلو وانتهاء التزاماته وانتهاء مشروع السلام الزائف فلا صفقة القرن كانت مفيدة ولا عادلة ولا شيء يستحق الإنقاذ بدون القدس وعودة اللاجئين والحريّة والاستقلال ولا انتفاضة اتية إذا بقي حالنا على ذات المنوال